العراق وإيران ولبنان والاستهداف واحد
يتبع الأميركي والإسرائيلي منهجاً واحداً للخروج من مأزق الفشل في حرب غزة أمام بطولة المقاومة وثباتها وعبقرية مقاومتها، وأمام الشعور بتحديات جبهات المساندة التي ألحقت الردع الأميركي بالردع الإسرائيلي في مسار التآكل، من اليمن الى العراق الى لبنان.
العمليات التي سجلت خلال 48 ساعة بين لبنان وإيران والعراق تقول إن الأميركي والإسرائيلي يواصلان الشراكة في تكتيكات موحّدة لخوض الحرب. فما فعله الإسرائيلي في لبنان هو ما فعله الأميركي ذاته في العراق، ما يؤكد أنهما فعلاه معاً في إيران.
المضحك هو الكلام الأميركي عن التبرؤ من عمليات التفجير في إيران، وتحدّثه بصفة الواعظ في حقوق الإنسان عن براءة كيان الاحتلال أيضاً. والأمر بسيط، نحن نتحدّث عن ذكرى القائد قاسم سليماني، فنسأل: مَن قتله؟ والجواب الأميركي هو القاتل علناً. ومَن كان يقاتل سليماني؟ والجواب علناً في خطابات سليماني، “إسرائيل”. واللحظة السياسية هي حرب المقاومة ضد “اسرائيل”، المدعومة بكل قوة من أميركا، وهي المقاومة التي رعاها سليماني والتي تشكل إيران عمقها الاستراتيجي، فهل نتخيّل أن تصفية حسابات عشائرية وراء تفجيرات كرمان؟
لا يغيّر من حقيقة المسؤولية الأميركية الاسرائيلية صدور أو استصدار بيان عن داعش بالمسؤولية عن التفجير، فهل ثمة سبب راهن لاستفاقة داعش على التفجير في إيران، سوى أن الأميركي والإسرائيلي يحتاجان الى خدماتها، كما في مرات سابقة لعملياتها؟
بالمناسبة هل يمكن أن نتخيّل مَن يتّخذ الإسلام شعاراً، وهو لا ينفذ عملية واحدة ضد كيان الاحتلال أمام هول مذابح غزة، ويستيقظ على تنفيذ تفجير الآمنين في إيران على توقيت ومصلحة أميركية إسرائيلية، إلا إذا كان مجرد أداة عميلة عند الأميركي والإسرائيلي؟
التعليق السياسي