وحدة واستقلال الساحات
– قدّمت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مفهوم استقلال ووحدة الساحات الذي يقوم عليه محور المقاومة، باعتباره قائماً على ركيزتين، الأولى هي التساند والثانية هي الوطنية.
– التساند هو فعل قوميّ وإنسانيّ نابع من مواجهة عدو واحد ومصير واحد، وهو رد على كون الجبهة المعادية موحّدة الجهود والقوى وتحتاج لموازنة ثقلها الى حشد طاقات وإمكانات أكثر من ساحة في مواجهتها، وهو تجسيد لقناعة أن استفراد أي ساحة من الساحات لا يعني التهاون مع سائر الساحات بل أخذها تباعاً عبر الاستفراد، هذا إضافة الى أن جبهة الأعداء تنظر الى قوى المقاومة بعين واحدة وبصفتها جبهة واحدة.
– الوطنيّة تعني أن قوى المقاومة تعبّر عن إرادة شعوب لها أوطانها، وفي هذه الأوطان خصوصيّات ومصالح وحسابات. وهذا يمنح قوى المقاومة ممارسة فعل التساند بما يلبي هذه الخصوصيّات والمصالح، سواء بتحديد وجهة ونوع ومستوى المساندة، أو بتحديد الأهداف التي يتقاطع عندها فعل المساندة مع المصلحة الوطنية، لكن على قاعدة الالتزام بمنع سقوط ساحة من ساحات المقاومة حتى إذا أصبحت الكلفة هي الذهاب إلى الحرب الشاملة.
– في تجربة جبهات الإسناد التي أطلقتها قوى المقاومة لتخفيف الضغط عن جبهة غزة وتقديم المساندة لها، فتحت الطريق للذهاب الى الدرجة الأعلى من المواجهة الشاملة إذا اقتضت الحرب ذلك، وصار التسخين التدريجيّ للجبهات تهيئة لها للمزيد، وتهيئة للرأي العام في بلدانها وتمريناً ميدانياً لقواها، لكن قوى المقاومة اختارت عناوين تتصل بوطنيتها عندما حدّدت دور جبهتها المساندة، ففي لبنان العنوان هو الأراضي اللبنانية المحتلة، وفي العراق العنوان هو الاحتلال الأميركي، وفي اليمن العنوان هو أمن الملاحة في البحر الأحمر.
– قال السيد نصرالله إنّه عندما تنتهي الحرب على قاعدة خروج غزة ومقاومتها بنصر واضح، فإن المصالح الوطنية لقوى المقاومة سوف تكون أمام فرص تحقيق مكاسب وطنية كبرى، فتفتح أمام لبنان فرصة إنهاء احتلال أراضيه من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، ويكون العراق قد تخلّص من الاحتلال الجاثم على صدره، ويكون اليمن قد فرض حضوره وانتزع مكانته كشريك في أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر والمياه الإقليمية والدولية المجاورة.
التعليق السياسي