دبوس
القيادة الملهمة
ستعلّمنا تجربة طوفان الاقصى درساً يجب ان نستوعبه وأن نتذكره وأن نأخذ العِبر منه، والدرس هو الثقة المطلقة بهذه القيادات التي وهبنا الله إيّاها، لربما تعويضاً حتميّاً قدريّاً عن الحثالات التي أوضعت علينا، بلا كفاءة، وبلا انتماء، وبلا مقدرة قيادية، فقامت اليد الإلهية، وبناءً على نظرية التعويض، بإهدائنا قيادات في محور المقاومة لا تتكرّر كلّ ألف عام، وفي المقدّمة من هذه القيادات، سماحة سيد المقاومة السيد حسن نصرالله…
أقول هذا لأنّ سماحته قال في خطابه الثاني بعد اندلاع طوفان الأقصى إنّ المقاومة ستنتصر على جيش العدو في غزة، وإنّ حماس بالذات ستخرج منتصرة، قال هذا ونحن نتلوّى ألماً وتيهاً واحتراقاً، وغزة تمرّ بأعتى مراحل التوحّش الصهيوأمريكي، قال هذا وقد بلغت القلوب الحناجر، وبلغ السيل الزبى، والشهداء بالمئات يومياً، جلّهم ممن يقطّعون القلوب حزناً وأسىً ولوعةً من الأطفال والنساء، والدمار والأنقاض في كلّ مكان، وكمية النار التي تقع على رؤوس الناس تحسب بما يعادل القنابل الذرية…
تماماً كما أطلّ علينا الإمام الخميني العظيم قبل ثلاثة وأربعين عاماً، والجيش الإيراني مفكّك، والحصار الكوني يتفاقم، والأعراب بقيادة صدام يبدأون حرباً طاحنة ضدّ الثورة الاسلامية، ويقتحمون الحدود، ويحتلّون المدن الايرانية، وما تبقى من الجيش الإيراني بإسناد من حراس الثورة يتصدّون لهذه الهجمة الأعرابية الصهيوانجلوساكسونية، ولكن الإمام العظيم يطلع علينا ليقول، سنوجّه اللكمات لكلّ هذا الحلف الشيطاني، وسنحطّم فكّ أميركا ونهزمها، في عروق نصرالله تجري دماء الخميني العظيم، وها نحن الآن والموقف كالتالي، ومصداقاً لرؤية سيد المقاومة الملهم، فالمقاومة المنتصرة لم تتزحزح قيد أنملة عن موقفها وشروطها، الوقف الكلي لإطلاق النار، الإنسحاب الكلّي من غزة، الانخراط بعد ذلك، وليس قبل ذلك في مفاوضات غير مباشرة لتبادل كلّ أسراهم بكلّ أسرانا، ورفع الحصار تماماً عن غزة، بينما بدأ العدو ومنذ أسابيع بالنزول شيئاً فشيئاً عن الشجرة، وبدأت أهدافه الاستراتيجية التي أطلقها مع بدء العملية البريّة، بدأت بالتقلص والتلاشي، وسينجلي الموقف برمّته قريباً عن انتصار مبهر للمقاومة بقيادة حماس، وهزيمة مدويّة للكيان البائد، ألم يقل سماحته ذلك منذ اللحظة الأولى، نتحرّق شوقاً لإطلالته يوم الأربعاء…
سميح التايه