دبوس
آن الأوان لعودتكم أفقياً
العدو الصهيوأميركي يحاول من خلال توجيه ضربات دقيقة متنوعة ضدّ كلّ الجبهات، وإلحاق خسائر بشرية باستهداف رموز قيادية، يحاول التعابث بلا وعينا علّه يلحق الضرر بالبنية المعنوية لمحور المقاومة، وهيهات يتأتّى له ذلك…
هل هي ما أطلق عليه العدو الصهيوأميركي، وبتنسيق بائن، المرحلة الثالثة، حينما تبدّت المشاركة المطلقة المباشرة لواشنطن على مسرح عمليات غرب آسيا، من خلال الحشد البحري في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب، ومن خلال المشاركة الفاعلة تسليحاً وتذخيراً وإمداداً بلا حدود.
لقد ولجت المنطقة في صراع بين منهجين يقفان على طرفي نقيض، يعتمد أحدهما بالإجمال على التقنية والقتال عن بعد، متكئاً على عنصر التفوّق لديه، وهو التسيّد في عالم التكنولوجيا، ويعتمد الآخر على الحيثية المعنوية الروحية والتي يمثّلها إنسان مفعَم بالنهج الديني وعشق الشهادة والتفاني في سبيل الكلّ، وفي سبيل القيم الربّانية.
نهج يرى في الاغتيالات إنجازاً وتحقيقاً لمكاسب جوهرية، ونهج يرى في استشهاد القيادات تأجيجاً لشعلة الإيمان، ووقوداً لمسيرة الانتصار، نهج متكدّس بالمقدرة التقنية، ونهج يتدفّق فيه الإنسان طوفاناً من الروحية والإيثار والبذل بلا حدود، نهج يتحاشى الخطر، ويقتطع تراكم الموت من قدرته على الاستمرار في الصراع، ويقرّب كلّ موت من وقوعه في براثن الهزيمة، ونهج يهاجم الخطر وتنير له الشهادة السبل والطرائق نحو تباشير الانتصار…
نهجان على طرفي نقيض، ولكن ما أن تترى إلينا البشائر، وهي بدأت، بمغادرتهم أفقيّاً ساحات الوغى، ساعتئذٍ ليفرح المقاومون، وليكرع المؤمنون من كأس الانتصار السلسبيلي، ولتتعالى تكبيرات الفوز العظيم.
سميح التايه