الحرية الحمراء.. صوت البطولة من عاصمة النصر
افتتحت دار الاسد للثقافة والفنون موسم 2024 بالمهرجان الغنائي الوطني الحرية الحمراء بقيادة المايسترو عدنان فتح الله وبمشاركة مطربين من سورية ولبنان وإيران، وهو إهداء لتضحيات الجيش العربي السوري ولأرواح الشهداء الكرام واستضافته خشبة مسرح الأوبرا في دمشق.
واستمرّ المهرجان على مدى يومين وجاء بالتعاون بين وزارة الثقافة وشركة دريم آرت للإنتاج الفني، وشارك فيه من سورية المطربون صفوان العابد وخلدون الحناوي إلى جانب الفنان اللبناني معين شريف، ومن إيران المغني غلام رضا صنعتكر.
وأهدت الفرقة أولى أغنياتها لفلسطين، التي بدأت بها الحفل شدّوا بعضكم، وتابعت بأغنية أطلق نيرانك لا ترحم، كما قدمت الفرقة خلال الأمسية من روائع الشاعر المصري أحمد شوقي قصيدته التي خطها خلال زيارته لدمشق قم ناج جلق وأنشد رسم من بانوا، ليستمع العالم إليها لأول مرة في مدينة الياسمين خلال حفل تكريم لشوقي، ليكللوا البرنامج بأغنية للسيدة فيروز سيف فليشهر من كلمات الشاعر اللبناني سعيد عقل وألحان الأخوين الرحباني.
كذلك حضر ميدلي مميّز من أغنيات الفنان إيلي شويري وهي: بكتب اسمك يا بلادي وبيلبقلك شو ما عملتي وعامر فرحكم.
وبالرغم من اختلاف اللغة التي يغني بها الفنان الإيراني إلا أن الحس الفني الموسيقي وصل للحضور من خلال أدائه المتمكن وصوته العذب، حيث أدى أغنيتين، الأولى بعنوان النصر التي تمجد أحداث البطولة الدائرة في فلسطين، والثانية تخليداً ووفاءً لذكرى الشهداء.
وأطرب الفنان اللبناني معين شريف الجمهور بباقة من الأغاني الوطنية وهي لازم تعرف يا محتل ومحكمة التاريخ وهيدي فلسطين وشرفت البطولة وسورية الله حاميها، وأمتعهم بأغنياته ليفاجئ الجمهور بكلمات جديدة لأغنية شو بيشبهك تشرين ويهديها لأولى القبلتين يقول فيها: «أرض العزة والكرامة.. أرض النخوة والشهامة.. أرض المسرى والقيامة.. أرضك يا فلسطين».
وختم شريف الحفل بتقديم العرض الغنائي الأول لأوبريت الحرية الحمراء من تأليف الشاعر اللبناني نزار فرنسيس وألحان الموسيقار السوري طاهر مامللي وإخراج عميد المعهد العالي للفنون المسرحية تامر العربيد.
وكرّمت وزيرة الثقافة والقائم بأعمال السفارة الإيرانيّة في دمشق كلاً من الفنانين السوريين دريد لحام ونادين خوري وذلك تقديراً لمسيرتهما الفنية التي أثرت الدراما السورية والعربية وحفاظاً على قيمة المسرح والفن في قلوب الناس.
وقال أحمد زين الدين المشرف العام لمهرجان الحرية الحمراء: «إن صراعنا مع العدو الصهيوني ليس بالسلاح فقط وإنما صراع ثقافي أيضاً، ومهرجان الحرية الحمراء هو بالذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وهو وفاء للجيش العربي السوري وأرواح الشهداء الذين دافعوا ولا يزالون يضحون ويقفون بوجه الصهيونية العالمية ومن يقف معها، ومن خلال هذا المهرجان نوجه رسالة من خلال لغة الموسيقا العالمية بأن شعبنا شعب صمود وتضحية ووفاء».
وأشار المايسترو عدنان فتح الله إلى أنه للعام الثاني على التوالي يقدّم مهرجان الحرية الحمراء ليحمل اليوم بصمة مختلفة عن العام الماضي من خلال مجموعة من الأغاني الوطنية، بمشاركة نجوم من سورية ولبنان وإيران، ورسالتهم جميعاً تقدير تضحيات الجيش العربي السوري وتضحيات الشهداء من خلال الموسيقا، التي تُعدّ وسيلة التعبير عن مواقفنا.
«نحن بمعركة إعلامية وبمعركة السرديات، وإن أضعف الإيمان لفلسطين التي تضحي عن الأمة العربية جمعاء أن نقدم لها جزءاً صغيراً، وهذا لا يضاهي قطرة دماء من طفل يرتقي شهيداً بفلسطين الحبيبة»، هذا ما قاله الفنان اللبناني معين شريف عن الحفل، مثمناً موقف شعوب العالم الداعمة للقضية الفلسطينية ونصرتها لكونها قضية محقة.
وأضاف شريف: «واجبنا أن نقف معها بكل أدواتنا من خلال الفن، لكونه سلاحاً مهماً يحمل رسالة إنسانيّة، ويوثق الجرائم التي يقوم بها عدوّنا ويحفز برسوخ القضية في الوجدان»، مضيفاً: «إن دمشق رمز الصمود وتدفع الثمن الأكبر عن كل الأمة العربية، ووقفت وقفة حرة، ولولا دمشق لم نرَ الانتصار تلو الانتصار».
ومن جانبه أشاد الفنان الإيراني غلام رضا صنعتكر بالتجارب التي عاشها برفقة الجمهور السوري، الذي تفاعل مع الموسيقا على الرغم من أنه لم يعرف معاني بعض الكلمات، وعن تعاونه مع الفنانين والموسيقيين السوريين أوضح أن العمل معهم تجربة مهمة والنتيجة التي وصلوا إليها جميلة.
ولفت عميد المعهد العالي للفنون المسرحية ومخرج الحفل تامر العربيد إلى أن تكرار الاحتفال للعام الثاني على التوالي يعني الإصرار على تقدير البطولات وتضحيات الجيش العربي السوري وأرواح الشهداء الكرام، والتأكيد على أهميّة البطولة والتضحية وإعطائها الحق الذي يليق بها.
وعبرت النجمة السورية نادين خوري عن سعادتها بالتكريم من أحد أهم الصروح الثقافية في بلدها، وقالت: «في ظل الوضع الذي نعيشه في سورية والمنطقة وعندما نلتقي مع وفود من مختلف الوطن العربي، ينعكس إيجاباً علينا لنكون يداً واحدة ومتكاتفين بلسان الفكر والعقل والثقافة التي هي جزء من فكر ونهج المقاومة، وكل شخص منّا بمجاله واختصاصه بإمكانه أن يكون مقاوماً».