دبوس
التدحرج…
الجدلية المعرفية تمرّ بمرحلتين، الأولى، استقصاء المعطيات، الثانية، تأويل المعطيات المتاحة، العدو بارع في استحضار المعلومات، ولكنه أحمق الى درجة العته في تأويل هذه المعلومات، هو يعرف كم قتل من أبناء شعبنا من العزّل، أطفالاً ونساءً وشيوخاً ومدنيين، ولكن ان يستخلص من هذه الحيثية خلاصة مؤداها أنه حقق انتصاراً من خلال ارتكاب هذه المجازر بحق المدنيين، فذلك هو انغماس بعيد في تضليل الذات…
الأمر نفسه ينطبق على نهج الاغتيالات، ما الذي جناه هذا المحتلّ الأرعن من اغتيال السيد عباس الموسوي؟ وما الذي أنجزه في اغتيال القائد عماد مغنية، وبعد ذلك اللواء قاسم سليماني، وقبل ذلك الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ثم توّج ذلك الآن باغتيال القائد صالح العاروري… هل نظر بعد ذلك إلى المشهد العام؟ وهل رأى وهناً في منظومة المقاومة بعد كلّ اغتيال؟ أم انّ العكس هو ما حدث؟
معضلة هذا العدو الذهانية أنه قاصر جينياً عن المقدرة على رؤية المشهد الكلّي الاشتمالي، بارع تفصيلياً، وقاصر في الرؤية الاشتمالية، وسيدفع ثمناً باهظاً بسبب هذا القصور الخلقي…
سيستمر في التصعيد ظاناً أنه في موطئ القوة، ولكن حينما تتدحرج الأمور الى منطقة اللاعودة، سيدرك متأخراً أنه زجّ بنفسه إلى موارد التهلكة، وأنه، وبيديه أخذ الأمور الى منطقة سيترتب على ولوجها اندثاره وزواله، الاستشهاد في نهجنا يهبنا الحياة، والموت في نهجه يقرّبه أكثر إلى الفناء والتلاشي، ولن يكون المعيار أبداً كم روح أزهقت، بل سيكون المعيار بالنسبة لنا تلك المراكمة المعنوية الروحية في كلّ انبعاثة لأحدنا نحو المنطقة الأخرى، وما هي الإضافة اللامرئية التي تترتب على ذلك الانفلاق بين الجسد والروح المتشوّقة للإيثار والتضحية في سبيل الكلّ، وفي سبيل المنفعة الجمعية.
سميح التايه