هل تتحوّل وحدة الساحات من ضغط وإشغال إلى جبهات مفتوحة مع الاحتلال؟
وفاء بيضون
ثمة معطى بات يؤشر الى انّ المعركة الكبرى مع الاحتلال الإسرائيلي بوحدة ساحات المقاومة باتت وشيكة، رغم الجهود الغربية الحثيثة التي تعمل على خطوط المواجهة خاصة في تل أبيب او بيروت للحؤول دون تدحرج الأمور الى ما لا تحمد عقباه وتتفلت الجبهات من ضوابطها الحالية لتصبح شاملة وكاملة بالمعنى العسكري.
وما يرجّح اشتعال الجبهات دفعة واحدة هو الكمّ العدواني الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة وتوسيع رقعة عدوانها على الجبهة اللبنانية، هذا بالإضافة الى تطورات المشهد الأمني في البحر الأحمر وسلوك نهج الاغتيالات في العراق بنفس الطريقة التي خرقت فيها «إسرائيل» قواعد الاشتباك واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري ورفاقه.
فمنذ السابع من أكتوبر، تاريخ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في أعقاب عملية «طوفان الأقصى»! التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، مزامير الحرب وطبولها تقرع في المنطقة، وإنْ اختلفت احتمالاتها بين حين وآخر من حيث رفع وتيرتها حيناً وانخفاضها حيناً آخر، في ظلّ مساع دولية لتجنب سيناريو الحرب الشاملة، التي يتوقعها كثيرون استناداً إلى مبدأ وحدة الساحات الذي لطالما روّجت له بعض القوى والجهات.
في هذا السياق تقول مصادر مطلعة «انّ سيناريو الحرب المفتوحة عاد لترتفع أسهمه خلال الفترة الأخيرة وبشكل غير مسبوق، مع وصول التصعيد إلى الذروة».
ومع بدء العد العكسي لانطلاق المرحلة الثالثة في الحرب على غزة شهدت العديد من الجبهات حماوة لافتة، ومنها الجبهة اللبنانية التي امتدّت إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفيما أثار اغتيال العاروري في قلب ضاحية بيروت الجنوبية جملة من التساؤلات، ولا سيما أنه كسر قواعد الاشتباك المعمول بها، بل تجاوز الخطوط الحمراء، أتت التفجيرات الدموية في إيران لتطرح المزيد من علامات الاستفهام، رغم تبني تنظيم داعش الإرهابي لها، قبل أن يصل التصعيد إلى العراق، مع استهداف أحد مقرات الحشد الشعبي شرقي العاصمة بغداد، في رسالة بدت معبّرة، وقد حملت توقيع الولايات المتحدة شريكة «إسرائيل» هذه المرة.
من هنا يأتي اشتعال هذه الجبهات دفعة واحدة ليتزامن مع استمرار السخونة على خط الجبهتين المفتوحتين أصلاً منذ أسابيع طويلة، سواء في الشمال الفلسطيني على الحدود مع لبنان بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أو في البحر الأحمر مع الحراك الحوثي اللافت وما بات يسمّى بـ حرب السفن، ما يطرح السؤال مرة أخرى وبجدية:
ـ هل بات من الممكن الحديث عن حرب شاملة في الأفق؟
ـ هل ما يدفع إلى الاعتقاد بأنّ مثل هذه الحرب باتت بالفعل قاب قوسين او ادنى ومعها يبدأ البحث عن مخارج وتسويات وابتكار قرارات أممية جديدة؟
تتابع نفس الاوساط المطلعة أنّ الإسرائيليين سبق أن هدّدوا باغتيال وتصفية قادة حماس وغيرها في أيّ مكان من العالم، ولا سيما أنّ الكثير منهم متواجدون في دول عربية وأجنبية، ويشيرون إلى أنّ رئيس وزراء كيان إسرائيل بنيامين نتنياهو سبق أن سمّى العاروري بالاسم، ضمن أجندة الأهداف، فثمة من يضع هذه العملية في سياق محاولة تعويض الفشل في غزة، عبر تسجيل انتصار ما في سياق الحرب المفتوحة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
اذاً… المنطقة على صفيح أكثر من ساخن والتصعيد إلى الذروة وحركة الموفدين المؤجلة والناجزة لم تتمكن بعد من إلزام «إسرائيل» وقف إطلاق النار وحمام الدم في فلسطين المحتلة وايضا لم تتمكن من لجم شهيتها العدوانية بتوسيع رقعة الاستهدافات على الجانب اللبناني في وقت ردّت المقاومة الاسلامية وفق بيان صادر عنها بشكل أوّلي على خرق العدو الإسرائيلي قرار 1701 وضرب عمق الضاحية بما يحرك كرة النار ويوقدها أكثر باستهدافها أكثر قاعدة حساسة وحيوية في أعلى قمة بالشمال الفلسطيني قاعدة «ميرون» للتحكم الجوي والاستخباري باثنين وستين (62) صاروخاً ما زال كيان المحتلّ يجري التحليلات حول نوعها وسط ذهول من أعلى الهرم في القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية عن تمكن حزب الله من استهدافها وجعل الاحتلال في حال إرباك غير مسبوقة حيث ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية وتحديداً في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «نجح حزب الله بإلحاق الضرر بالبنية التحتية لأنظمة الكشف في قاعدة ميرون الجوية». لتعيد المقاومة سؤال وزير الحرب يوآف غالانت حول احتواء ما حصل في الضاحية او الذهاب الى المواجهة الكبرى الى عقر دار تل أبيب، اي على «إسرائيل» ان تستوعب الردّ الأوّلي وإلا لا ضوابط ولا سقوف ولا مساحة للمعركة بدءاً من جنوب لبنان وليس انتهاءً بكامل محور المقاومة…