تشييع مهيب وحاشد للشهيد طويل في خربة سلم يتحدّى الغارات «الإسرائيليّة» ويؤكد صلابة المقاومة
بالرغم من شنّ العدوّ «الإسرائيليّ» غارتين على بلدة خربة سلم الجنوبيّة قُبيل تشييع شهيدها القائد وسام حسن طويل (الحاج جواد)، شيّع حزب الله وجمهور المقاومة أمس، طويل في البلدة في موكب مهيب وحاشد، بحضور نوّاب وقيادات من الحزب وفاعليّات ووفودٍ من مدن الجنوب وقراه.
وفي كلمة له خلال التشييع، قال عضوّ المجلس المركزيّ في حزب الله الشيخ نبيل قاووق «نُشيّع اليوم قائداً كان رجل الانتصارات وعاشقاً للجهاد وما غادر ساحات القتال على مدى 30 عاماً، وكان من أبرز صناّع النصر وشارك في محاربة «داعش» ونذَر حياته من أجل المقاومة»، مشيراً إلى أنّ «الحاج جواد كان من أبطال العمليّات الأولى ومن قادة العمليّات الأخيرة وهو من صنّاع التحرير العام 2000، وقد درّب وخرّج آلاف المجاهدين الأشداء العاشقين للشهادة والمشتاقين للمواجهة مع العدوّ».
وأشار إلى أنّ «العدوّ ظنّ باغتيال القادة سينال من عزم المقاومة، لكن غاب عنه أنّنا حزب الشهداء نكبر ونقوى بهم».
وتوجّه إلى رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو بالقول «لو لم تكن «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت، لما توسّلت أميركا والدول الغربيّة من أجل عودة المستوطنين إلى الشمال»، مؤكّداً «أنّنا «سننصر غزة بسلاحنا، وليس هناك لغة بيننا وبين العدوّ سوى الصواريخ والمُسيّرات، حتّى نصنع النكبة الكبرى لـ«إسرائيل» ونرفع راية النصر».
وتوالت المواقف المعزيّة بالشهيد طويل وقدّم رئيس «حركة الشعب» النائب السابق نجاح واكيم التعازيَ لـ«المقاومة الإسلاميّة» وحزب الله وقال في تصريح «على طريق القدس استشهد البطل وسام حسن طويل (الحاج جواد) لينضمّ إلى قافلة شهداء المقاومة الأبرار الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل عزّة أمتنا ووطننا وشعبنا»، مضيفاً أنّه «في مواجهة أبشع قوى الطغيان في العالم وألدّ أعداء الإنسانيّة والتي يجسّدها الحلف الأميركيّ الصهيونيّ، قاتل هؤلاء الأبطال لكي يفتحوا لنا فجراً جديداً ملؤه الكرامة والعزّة والفخر».
وأبرَق المنسّق العام لـ«تجمُّع اللجان والروابط الشعبيّة»، الرئيس المؤسّس لـ«المنتدى القوميّ العربيّ» معن بشّور إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقيادة المقاومة معزياً بالشهيد طويل وقال «لم يكن الشهيد القائد وسام طويل أول شهداء المقاومة الإسلاميّة في جنوب لبنان في المعركة التاريخيّة التي تخوضها الأمّة في فلسطين وأكناف فلسطين، ولن يكون الأخير. كما لم يكن شهيدنا البطل أول شهداء حزب الله في حرب الأربعين عاماً التي يخوضها الحزب فقط، لكن شهادة وسام كشهادة إخوانه من الشهداء تأكيد على وحدة الدم بين لبنان وفلسطين على طريق مواجهة عدوّ لا يستهدف فلسطين وحدها، بل لبنان أيضاً وكل الدول العربيّة والإسلاميّة».
أضاف «إنّ مشاعر العزاء والتبريك التي تختلط مع بعضها البعض في وداع الشهداء، وسام وإخوانه في كلّ مكان هي المشاعر ذاتها التي ما امتلكها شعب مقاوم إلاّ وانتصر على أعدائه، بل إنّنا ونحن المواكبين لتجربة حزب الله منذ انطلاقته عام 1982، حتى اليوم، ولتجربة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة عموماً، أدركنا أنّ لبنان بات يمتلك سياجاً منيعاً بوجه مطامع صهيونيّة واستعماريّة، وهو السياج الذي يحاول أعداء لبنان والأمّة التخلّص منه بشتى الوسائل المتاحة لهم، ولكن بالتأكيد هم فاشلون ومهزومون، شأنهم في كلّ معاركنا التي عشناها معاً».
كما أبرق المنسّق العام لجبهة «العمل الإسلاميّ» الشيخ الدكتور زهير الجعيد إلى السيّد نصر الله، مباركاً ومعزياً وأكّد «أننا ماضون مع السيد نصر الله في كلّ الخيارات التي يتخذها».
كذلك تقدّم رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقيّ الدين من السيّد نصر الله بأحرّ التعازي باستشهاد طويل، معتبراً «أنّ دماء هؤلاء الشهداء لن تذهب سدى وستكون الكابوس المخيف على العدوّ الإسرائيليّ».
بدوره، توجّه المستشار في العلاقات الديبلوماسيّة الشيخ مؤمن مروان الرفاعي إلى السيّد نصرالله قائلاً «كلّنا مشروع شهادة على طريق تحرير فلسطين. ولو احتاجت هذه المعركة أن نذهب كلّنا إلى الجنوب لما تأخرنا عن نصرتكم ونصرة المرابطين في الجنوب اللبنانيّ وغزّة هاشم التي رفعت بدماء شهدائها رؤوس الأمّة عالياً».