أخيرة

دبوس

استسلام…

الفرق بين آينشتاين وقفّة، تابع علي جناح التبريزي، والذي كان مشهوراً بحماقته هو المقدرة على الاستعمال الأمثل للعقل، العدالة الإلهية أعطت لكلّ إنسان فوق كتفيه رأساً يحتوي على عقل لخدمته وإعانته على اتخاذ القرارات الصحيحة، والفرق بين إنسان ذكي، وبين إنسان آخر مفرط في الغباء، هو المقدرة على الاستعمال الأمثل للعقل…
لدينا القدرات البشرية المتألقة، ولدينا الثروات الغير متناهية، نحن نمتلك مقوّمات أمة عظمى بكلّ المعايير، ولكن عناصر القوة التي أعطانا إيّاها الله من قدرات بشرية وثروات هائلة هي مغيّبة تماماً عن الاستعمال الفعّال والمجدي، وينطبق علينا قول الشاعر…
كالعير في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول
نحن الأمة الأسوأ على وجه هذه البسيطة في المقدرة على الاستخدام الأمثل للقدرات، سواءً الموضوعية او المادية، مجرّد الارتضاء بأن نحكم في أغلب الحالات، إلّا من بعض الاستثناءات، من قبل أراذلنا، وأن يُطاح بعباقرتنا الى غياهب الفاقة، والتراكض وراء لقمة العيش يشي بالجنوح المتخاذل للاستفادة من الهبات الربّانية التي أُعطيناها من قبل الله، ينطبق على حالتنا قول حافظ إبراهيم،
أمن العدل أنهم يردون الماء صفواً وأن يعكّر وردي
أمن الحق أنهم يطلقون الأُسد منهم وأن يقيّد أُسدي
سنرى العجب العجاب لو قيّض لنا ان نقوم بإجراء اختبار IQ لتلك القيادات الموضوعة علينا قسراً من قبل ألد أعداءنا، سنخرج الى الشوارع نلطم ونشق الصدور، أراهنكم .
أطلقوا عليها ما تشاؤون من الأسماء، تارة اتفاقية أوسلو، وتارة أخرى إتفاقية كامب ديفيد، وتارة ثالثة اتفاقية وادي عربة، هي في واقع الحال، اتفاقيات استسلام وانبطاح، فحينما لا يستطيع نظام عربي موقّع على إحدى هذه الاتفاقيات إدخال حبة دواء الى شعب يُذبح من الوريد الى الوريد، إلا بإذن عدو الأمة الأول، وحينما يقوم رئيس آخر باعتقال أبناء جلدته وتسليمهم الى عدو الأمة ذاته، لمجرد تفكيرهم بمقاومة الاحتلال والاستيطان والظلم، ثم يسخّر جيش الأمن الجرّار لحماية العدو وتأمين الأمان له وهو يحتلّ أرضنا، وحينما يقوم ملك آخر بتقييد شعبه باتفاقيات الغاز والماء والطاقة، تجعل من مملكته تابعاً خاضعاً بلا حول ولا قوة لإرادة عدوّه، فلا يمكن ان تسمّى تلكم الاتفاقيات إلا اتفاقيات استسلام مطلق للعدو…
لقد كان امبراطور اليابان أكثر شجاعةً من هؤلاء الموضوعين علينا قسراً، لقد سمّى الرجل الأسماء بمسمّياتها، عقب هيروشيما وناغازاكي وأطلق على الاتفاقية بين بلاده وبين أميركا، اتفاقية استسلام، بدون لفّ ولا دوران…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى