اليمن ليس نظاما عربيا
عندما تقرّر أميركا الغزو البري لليمن كما فعلت مع أفغانستان والعراق، فهي تضع في حساباتها أنها سوف تواجه في الغزو مقاومة شرسة وقدرة قتاليّة غير مسبوقة، كشفتها حرب السنوات الثماني التي عاشها اليمن وكانت واشنطن حاضرة في كل تفاصيلها، وفوق ذلك سوف تضع واشنطن أمامها فشلها في نهاية حربي العراق وأفغانستان.
هذا يعني أن مفهوم واشنطن للحرب مع اليمن هو الحرب عن بُعد، ولأن صواريخ اليمن وطائراته المسيّرة لا تعمل وفق برامج وإطلاق مصنّعة في الغرب، وأغلبها صناعة محلية تشغلها شيفرة وطنية يمنية، فلا يمكن التحكم بها ببرامج السيطرة الأميركية التي نجحت بتحييد السلاح الصاروخي للعراق خلال أيام الحرب الأولى وسوف يبقى اليمن قادراً على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.
بمقدور واشنطن أن تقصف ما تشاء في اليمن لكن ذلك سوف يضيف على الدمار اليمني دماراً وعلى الخراب خراباً، لكن سيبقى بمقدور اليمن أن يحقق إصابات في المرمى الأميركي، وسوف يصيب القواعد الأميركية في الخليج وخصوصاً قيادة الأسطول الخامس في البحرين، وقد أعلن أن البحرين شريك في الضربات التي تلقاها اليمن، وسوف ينجح اليمن في استهداف بارجة أو مدمّرة وإحراقها، فماذا سوف تفعل أميركا؟
معيار النجاح الأميركي هو القدرة على منع اليمن من التعرّض للسفن الإسرائيلية والمتجهة الى موانئ الكيان، وشل قدرة اليمن على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة. ومجرد استمرار اليمن باعتراض السفن الإسرائيلية والمتجهة الى الكيان وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة سوف تكون أميركا هزمت ويكون اليمن قد انتصر. فكيف إذا نجح اليمن بإصابة القاعدة الأميركية لقيادة الأسطول الخامس في البحرين وأحرق مدمرة أو بارجة؟
دخلت واشنطن في ورطة لا تملك منها استراتيجية خروج، ووضعت اليمن في مكانة يفرح بها كل يمنيّ، أن اليمن على مستوى حرب مع أميركا.
التعليق السياسي