الاغتيالات الإسرائيلية وعودة السيارات المفخخة!
حمزة البشتاوي
يُتوقع أن تشمل ما تسمّى بالمرحلة الثالثة من الحرب على غزة، توسيع عمليات الاغتيال «الإسرائيلية» في فلسطين ومحور المقاومة، وقد بدأت هذه العمليات باغتيال القيادي في الحرس الثوري الشهيد السيد رضي موسوي، والشهيد القائد صالح العاروري والشهيد القائد وسام حسن طويل، بواسطة أجهزة متطورة، من تكنولوجيا القتل الإسرائيلية الأميركية، التي تعتمد على الطيران الاستطلاعي والأقمار الاصطناعية وأجهزة الرصد والاستشعار، إضافة للعملاء على الأرض، الذين سيكون لهم دور ميداني في مرحلة السيارات المفخخة.
وتهدف هذه العمليات الإجرامية إلى إحباط عزيمة المقاومة، وتعويض الفشل العسكري في غزة، ورفع معنويات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، المنهارة والمتصدّعة على المستوى السياسي والأمني والعسكري.
وعبر التاريخ الطويل من عمليات القتل والاغتيالات تستخدم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الرصاص، والعبوات والطائرات والسيارات المفخخة التي يمكن أن تعود مجدّداً عبر أدواتها التنفيذية من داعش وغيرها من المجموعات التكفيرية التي تعمل تحت أمرتها، وذلك بهدف التأثير على الجبهة الداخلية للمقاومة، وتخفيف الضغط على الجيش الإسرائيلي في الجبهتين الجنوبية مع غزة والشمالية مع جنوب لبنان.
وفي سياق سعيها المستمر لإسكات الحقيقة وتغييب حامليها، فإنّ عمليات الاغتيال لن تستثني الكتاب والأدباء والإعلاميين في هذه المرحلة لأنّ الإعلام المقاوم لعب دوراً في إبراز صور ملامح الصبر والصمود والبطولة في غزة، وكشف وحشية وصورة هذا الكيان الإسرائيلي والإدارة الأميركية أمام العالم، وكانوا قد استهدفوا سابقاً الأديب غسان كنفاني والشاعر كمال ناصر ورفاقه كمال عدوان وأبو يوسف النجار، وعلي فودة وناجي العلي وماجد أبو شرار، وغيرهم من الكتاب والأدباء وقيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، بدون طائرات مُسيّرة وأسلحة إلكترونية، بل عبر الأعمال العسكرية الاستخبارية الإجرامية التي سيحاولون فعلها ضدّ قوى ودول محور المقاومة باعتبارها وسيلة قد تدفعهم للقبول بالتفاوض بشروط مقيّدة على وقف الحرب وصفقة لتبادل الأسرى بشكل يخفف من وقع الهزيمة على الجيش الإسرائيلي وحكومة الحرب الكئيبة، لأنّ النتائج المرجوة من هذه العمليات كانت عكسية منذ البداية، وازداد تدخل المقاومة في الحرب من أجل وقف العدوان على غزة.
وكان لافتاً في لبنان التشييع الجماهيري الكبير لشهداء المقاومة، والردّ المباشر على عمليات الإغتيال، خاصة قصف قاعدة ميرون الاستخبارية بعشرات الصواريخ، دون أن تنجح القبة الحديدية بالتصدي لها، في تأكيد واضح على أنّ المقاومة مستمرة بدعم غزة وأنها الأقوى في الميدان، بمواجهة الجيش الإسرائيلي وحكومة الحرب التي تصدر أوامر تنفيذ عمليات الاغتيال الجبانة، وبنفس الوقت تقوم بالتوسّل للإدارة الأميركية والدول الغربية من أجل عودة المستوطنين إلى الشمال ووقف الحرب على الجبهة الشمالية، ولكن هذا لن يحصل ما دام العدوان مستمراً على غزة.
ويُتوقع أن ترفع قوى المقاومة في المنطقة من جهوزيتها الدائمة متجاوزة حدود الجغرافيا، وذلك بعد أن تجاوز الظلم حدود الجغرافيا وكلّ الحدود الإنسانية.