… وفازت القضية في مباراة ودية

الدوحة ـ ابراهيم وزنه

عندما سألني زميلي العُماني في الفندق عن المباراة التي سأتابعها… (يوم الأحد) أجبته من دون تردد لقاء إيران مع فلسطين، ثمّ عاد ليسألني، ولماذا؟ قلت له لأن البلدين فرضا وجودهما على مجمل الأجواء التي نعيشها والأخبار التي نتابعها عربياً وعالمياً، فالجمهورية الاسلامية في إيران تحوّلت إلى المدافع الأوّل عن القضية الفلسطينية العادلة وباتت بمثابة الحصن الدافئ للثورة والثوار الفلسطينيين، كما أن مقاتلي ومجاهدي جميع فصائل المقاومة االفلسطينية في قطاع غزة أصبحوا رغم أنوف المسيطرين على القرارات العالمية الرقم الصعب في صياغة المعادلات، ناهيك أنهم محور الدعاء والدعم من كافة الشعوب العربية والإسلامية وحتى الأجنبية أملاً بنصرتهم على أعدائهم وأعداء الإنسانية من الصهاينة.
يا صديقي، أردت من خلال متابعتي للمباراة، أن أعيش التفاعل الحقيقي والاعتزاز الواقعي مع رفرفة العلمين الأشهر في عالمنا الحالي، وفعلاً …. قبل انطلاق المباراة بساعة كانت الأناشيد الفلسطينية تصدح والجماهير الحاضرة بالآلاف تتراقص متفاعلة مع أشرف القضايا وأصبر شعوب الأرض… فمع نزول الفريقين إلى أرض الملعب صفقوا مطولاً، وقف الجميع دقيقة صمت عن أرواح شهداء غزة، هنا قمصان تروي حكايا دروب الجهاد الطويل والتضحيات الجسام وهناك رايات تعلو مؤكدة روح الانتماء إلى أشرف ديانات الأرض والسماء… وسط هذه الأجواء الودّية تابعنا مباراة قارية، ولا همّ عند كثيرين من الحاضرين من سيكون الفائز، فكلاهما فاز قبل أن يلعب وحتى بعد انتهاء المباراة، الجماهير نفسها صفقت للمنتخبين الشقيقين بالانتماء وميادين الجهاد، وما ذلك إلا ترجمة حقيقية للمشاعر الصادقة في سياق نصرة أهل الحق ومعاداة أهل العدوان، ومع كل هدف إيراني (إنتهى اللقاء لمصلحتهم 4 ـ 1) كان الايرانيون القادمون من بلادهم يرفعون الصوت عالياً “الموت لإسرائيل”… “الحرية لفلسطين وشعبها”… ومع صافرة النهاية ساد العناق بين اللاعبين وبين الجماهير، الجميع عبّر عن مشاعره الصادقة تجاه الآخر، وخلاصة القول مع قناعة الحاضرين بأن أهل الحق يقيمون في خندق واحد، أعز الله الجمهورية الاسلامية في إيران وكان النصر حليف الفلسطينيين في غزة وقطاعها… ختاماً، مهما طال زمن الاحتلال ستبقى القدس قبلة الثوار والأحرار ولن تهدأ القبضات وترتاح القلوب إلا بتحريرها من دنس قتلة الأنبياء، ولا بدّ أن يأتي هذا اليوم… يرونه بعيداً ونراه قريباً.. والسلام عليكم.