دبوس
يا قاتل، يا مقتول
إنْ لم تقتله، قتلك، هذا هو الموقف العاري بدون رتوش في الضفة الغربية، يبدو انّ القيادة المأفونة في تل أبيب قرّرت، وبعد أن سقط قناع المخاتلة عن سحنتها القميئة خلف هذا القناع، وانكشف الدجل الصهيوني على مدى ثمانية عقود من الزمان أمام العالم، وبالذات الشعوب الغربية، يبدو أنّ هذه القيادات قرّرت التصرّف في مبعدٍ عن الحرص على كسب تعاطف شعوب العالم، وعدم التعويل على الظهور بمظهر الذي يخوض معارك الدفاع عن النفس، وطفقت تتجاوز كلّ الخطوط الحمراء، وترتكب كلّ الموبقات والشائنات وبدون تحفظات…
ما هو الهدف الملحّ، الذي لا يقبل التباطؤ والتأجيل في اقتحام منزل الأسير نائل البرغوثي، أقدم أسير فلسطيني، والأسير الذي قضى أطول فترة في أي سجن في العالم، والتعدّي على زوجته، وسرقة راتبها المتواضع، والاستيلاء على سيارتها، وتخريب البيت من الداخل بطريقة همجية، وما هو الهدف من الهجوم على أهل الشهيد صالح العاروري، واعتقال شقيقتيه بلا أية تهمة سوى ممارسة التغوّل على أيّ كان، ومحاولة بث الرعب في نفوس أهالي الضفة الغربية، كلّ إنسان فلسطيني في الضفة الغربية غدا هدفاً لهذا المحتلّ القاتل، حتى الناس المسالمين الدين يكفون خيرهم شرهم، ويسيرون الحيط الحيط، ويقولون في سريرتهم، إبعد عن الشر وغنّيله، أصبحت السلبية لا تفيدهم، هم عرضة للتنكيل وحتى للقتل بدون ذريعة!
علينا ان نخوض الصراع وديدننا انّ كلّ فلسطيني في الضفة الغربية هو هدف للقتل، وانّ شعارنا يجب ان يكون، إنْ لم تقتله قتلك، وان يكون هدف كلّ من يقرّر القيام بعمل ضدّ المحتلّ، جنوداً أو مستوطنين، قتل أكبر عدد منهم، فيجب ان يتمّ تحرّي كلّ الوسائل لتكبيد هذا العدو أكبر كمية ممكنة من القتلى…
المعركة مفتوحة في الضفة الغربية، فهذا العدو السادر في غيّه، وفي أوهامه التلمودية المريضة، يتطلّع الى تهجير أهل الضفة، والى إنشاء ما يدعوه يهودا والسامرة على أنقاض وجودنا في الضفة الغربية، يريد تحويل أضغاث أحلامه التلمودية البلهاء الى واقع مفجع، لن يُطاح به إلّا بالصمود والتصدّي والاستماتة في مقاومة هذا العدو القاتل…
سميح التايه