من ملتقى «الحرية لفلسطين» إلى ملتقى «العدالة لفلسطين»
معن بشور
تميّز ملتقى «الحرية لفلسطين» الذي انعقد في اسطنبول يومي 14 و 15 يناير/ كانون الثاني 2024، بدعوة من مؤسسة القدس الدولية وعدد من المؤسسات العربية والدولية الملتزمة بالحق الفلسطيني، والذي كان جامعاً للمئات من الشخصيات الفكرية والسياسية والنضالية تنتمي إلى قارات العالم كله، وإلى المشارب الفكرية والسياسية المتنوعة، وتركّزت أبحاثه حول أمرين «عنصرية الصهيونية» و «المقاومة حق وواجب».
وكانت لافتة مشاركة العديد من نشطاء الحراك العالمي من أجل فلسطين، وأبرزهم حفيد نيلسون مانديلا تأكيداً على تماثل الكفاح ضد العنصرية بين جنوب أفريقيا وفلسطين.
الأخ المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كانت له كلمتان في الملتقى أولاهما في جلسة الافتتاح وثانيتهما في جلسة خاصة به تحدث فيها أيضاً الأخ عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) في جو عابق بالحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية حول برنامج المقاومة والانتصار لأهل غزّة الذين يواجهون واحدة من أهمّ الحروب التي شهدتها المنطقة في العصر الحديث.
كان اللافت في كلمات هنية توجيه التحية من اسطنبول إلى المقاومة في لبنان، وإلى اليمن والعراق وسورية والحركة الشعبية في أمّتنا والعالم، مؤكّداً أنّ ما تحتاجه غزّة في معركتها البطولية هو وحدة الأمّة وتكامل دول الإقليم من حولها والتحرك العالمي المساند لها.
على هامش الملتقى، كانت لقاءات تمهيدية تحضيراً «للمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين» في الربيع المقبل على أمل أن يتسع صدر أحدى العواصم أو المدن العربية لاستقبال المنتدى الذي انطلق سنوياً من بيروت عام 2015، وتونس عام 2017، واختار رئيساً فخرياً له المناضل الأممي الكبير الراحل رامزي كلارك وزير العدل الأميركي الأسبق، وتولى المنسقية العامة فيه الدكتور علي فخرو وزير الصحة والتربية السابق في البحرين لعدّة مرات ورئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية حالياً، والأستاذة رحاب مكحل نائب للمنسق العام وهي المديرة العامة للمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن الذي أطلق فكرة تأسيس المنتدى، وتشرف على الإعداد له لجنة تحضيرية تضمّ ممثلين عن مختلف المؤتمرات والمؤسسات والقوى والأحزاب في الوطن العربي والعالم.
من «الحرية لفلسطين» إلى «العدالة لفلسطين» يتطوّر التزام الرأي العام العربي والدولي في فعاليات كثيرة، عربية وإسلامية ودولية، قلّل كثيرون سابقاً من أهميتها لنكتشف اليوم كم كانت مهمة هذه الملتقيات في التحضير لتحرّك يهز العالم اليوم مواكباً لبطولات شعبنا الفلسطيني واستنكاراً للعدوان الوحشي الذي يتعرّض له أهلنا في غزّة هاشم.