أولى

البيسري لنقابة الصحافة: الوضع حسّاس جدّاَ ونحتاج لإعادة تكوين السلطة السياسيّة

رأى المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري «أنّنا بحاجة إلى إعادة تكوين السلطة السياسيّة بدءاً من رئاسة الجمهوريّة». واعتبر «أنّ ما حصل في غزّة كان نقطة تحوّل إستراتيجيّ»، مؤكّداً أنّ «الوضع في المنطقة حسّاس جدّاً وخصوصاً في لبنان».
وقال البيسري خلال استقباله وفداً من مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، ردّاً على سؤال حول ملفّ النازحين السوريين “إن وضع سورية الدقيق والظروف التي مرّت بها أثّرت على لبنان أمنيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً، وتسبَّبت بنزوح عدد كبير من السوريين إلى لبنان. وكان هذا الملفّ يشكل الأولويّة بالنسبة لعمل الأمن العام ولا يزال، لكنّ الحرب الإسرائيليّة على غزّة وعلى لبنان وخصوصاً جنوبه، جعلت من الاعتداءات أولويّة بما لها من انعكاس وعبء على الدولة وعلى الناس الذين اضطر بعضهم إلى النزوح قسراً من منازلهم التي تضرَّرت، خصوصاً أنّ الاعتداءات الإسرائيليّة بعد 7 تشرين الأول أصبحت أكثر شراسة”.
وعن القرار 1701، قال “لقد أعطى ضمانة لوقف الاعتداءات، وأسّس لقواعد اشتباك، لكنّ العدوّ الإسرائيليّ كان له آلاف الخروق، واستباح مرّات عديدة الأجواء اللبنانيّة لضرب أهداف في سورية، ناهيك عن الخروق اليوميّة للأجواء اللبنانيّة والحدود البريّة والبحريّة، عدا عن النقاط البريّة الـ13 المختلف عليها، بالإضافة إلى استمراره في احتلال مزارع شبعا وكفرشوبا”.
ورأى “أنّ ما حصل في غزّة كان نقطة تحوّل إستراتيجيّ، خصوصاً أنّ العدوّ كان يتوهّم بفائض القوّة، فتجاوز تنفيذ اتفاقيات أوسلو ووادي عربة ومدريد وقرارات القمّة العربيّة وحلّ الدولتين”، مؤكّداً أنّ “الوضع في المنطقة حسّاس جدّاً وخصوصاً في لبنان”.
وتابع “كلّ موفدي الدول والسفراء الذين اجتمعت بهم، أكّدوا لنا حرصهم على عدم توسّع رقعة الحرب وامتدادها إلى لبنان، مع العلم أنّنا أصحاب حقّ وحجّة، وأنّ وضعنا وقدراتنا وإمكاناتنا قويّة ولكنّنا لا نرغب بالحرب. وقد أوضحنا لهم أنّ لبنان كان ملتزماً بقواعد الاشتباك، لكنّ العدوّ الإسرائيليّ الذي يقصف المدنيين والمنازل، هو مَن يتجاوز هذه القواعد، ما يُعطينا الحقّ في الدفاع عن أنفسنا في ظلّ ما نتعرَّض له”.
وعن الوضع الداخلي، رأى “أنّنا بحاجة إلى إعادة تكوين السلطة السياسيّة بدءاً من رئاسة الجمهوريّة وتنظيم المؤسّسات الرسميّة على اختلافها، كما أنّ البلد بحاجة إلى ورشة عمل جديّة على كلّ المستويات”.
وعرض البيسري للمشاكل التي تعاني منها الدوائر العقاريّة والميكانيك والمؤسّسات الجمركيّة التي تشكل مصادر تمويل أساسيّة للدولة. وأعطى مثالاً عمّا تواجهه المديريّة العامّة للأمن العام من “عدم توافر الاعتمادات الماليّة الكافية لصيانة البرامج وتحديثها، ما يمكّن من القول إنّنا نعمل باللحم الحيّ، لأنّ الناس تريد الخدمة بغض النظر عن الإمكانات المتاحة”.
وأكّد “أنّ الأمن والاستقرار يجب أن يكونا أولويّة عند كلّ الأطراف السياسيّة والمطلوب المحافظة عليهما والحمد لله أن موضوع التمديد لقائد الجيش مرّ بهدوء في مجلس النوّاب، ويُسجَّل هنا للرئيس نبيه برّي حكمته في هذا المجال. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مجموعة الدول الخمس تعتبر أنّه من موقعه قادر على الإسهام في إعادة تركيب السلطة السياسيّة، وهو الذي يتميّز بصفتيّ الاعتدال والحوار”.
على صعيد آخر، استقبل البيسري في مكتبه مدير المخابرات الخارجيّة الجنوب أفريقيّة ونائب المدير العام لأمن الدولة Loyiso Mhlobo Thando Jafta وبحث معه “الأوضاع العامّة وتداعيات الحرب في غزّة وانعكاساتها على المنطقة، ولا سيّما لبنان، بالإضافة إلى التنسيق والتعاون بين المديريّة العامّة للأمن العام وجهاز المخابرات الجنوب أفريقي، بهدف إيجاد سُبل لوقف التصعيد وخفض التوتّر الحاصل”، بحسب بيان لمكتب شؤون الإعلام في المديريّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى