صدور كتاب «كمشكاة – السجل الذهبي لشهداء بلدة بيتا» للكاتب الفلسطيني سرمد فوزي التايه
صدر حديثاً عن دار الفاروق للثقافة والنشر في نابلس، كتاب جديد للكاتب والباحث سرمد فوزي التايه، تحت عنوان «كمشكاة – السجل الذهبي لشهداء بلدة بيتا. (قرن ويزيد من التضحية والفداء 1921-2023)
ويحتوي الكتاب الذي يقع في 249 صفحة من القطع المتوسط سِيَر شهداء بلدة بيتا كما جاء مشافهة على لسان ذويهم وأهاليهم واحبابهم والذين عملوا نقل ذلك الإرثٍ الخالدٍ المُخَلَّدٍ على مَرّ السنين وإلى أبد الآبدين إلى ذُرّياتهم والى جميع العالمين ليعلموا جميعاً أن ابطال بيتا كان لهم شرف المشاركة والالتحام بجميع الثورات والوقعات وميادين القتال والمقاومة منذ فجر التاريخ النضالي الفلسطيني وعلى امتداد الجغرافيا الفلسطينية في أرض فلسطين التاريخية.
احتوى الكتاب على تدوين لأسماء جميع شهداء بلدة بيتا البَرَرة لقرن من الزمن ويزيد (من العام 1921 حتى يومنا الذي نعيش في هذا العام 2023) والبالغ عددهم اثنين وستين شهيدا وشهيدة؛ فتم ذُكِرَ اسم الشهيد/ة، ووُضِعَت صورة له/ا في رأس الصفحة حال توفّرها، ثمّ ذُكِرَ مكان الولادة وتاريخه، ومكان الاستشهاد وتاريخه، والعمر عند الاستشهاد، والحالة الاجتماعية عند الاستشهاد كذلك، وعدد إخوانه/ا وأخواته/ا وترتيبه/ا بينهم، وأخيراً طبيعة العمل والوظيفة له/ا في آخر أيامه/ا قبل الشهادة، ثمّ نبذة مشرفة لعمله الوطني المبجل وحيثيات استشهاده من خلال سطور من حياته/ا.
تبيّن من خلال هذا العمل وفي إحصائية سريعة أنّه قد ارتقت ثلاث شهيدات، وتسعة وخمسين شهيداً، كان منهم ستّة عشر طفلاً، فيما بلغ عدد المتزوجين واحداً وثلاثين شهيداً.
أمّا الذين استُشهِدوا على ثرى بيتا فقد بلغ خمساً وعشرين شهيداً، استُشهِد داخل الوطن وخارجه سبعة وثلاثون منهم، كما تبيّن أنَّ هناك خمسة عشر شهيداً من مجمل شهداء بيتا الذين لم يظهر لهم أي أثر؛ فتم عدادهم ضمن قوافل المفقودين يُعتقد أنَّ بعضهم تمت مُواراته الثرى ضمن ما يُعرف بمقابر الأرقام، والبعض الآخر تناثرت أشلاؤه أو تم إخفاء جثمانه قسراً ولم يتم العثور على أي خبر عنه حتى اللحظة. وتباينت وظائف هؤلاء الشهداء بين ثائر، ومطارد، وفدائيّ، وطيّار، ووكيل نيابة، وجندي، وشرطي، وصيدلي، ومدرّس، وموظّف حكومي، وسائق سيارة إسعاف، وسائق قطار، وتاجر، وخيّاط، ودهّان، ونجّار، ومزارع، وفنّي مياه، وطالب جامعي، وطالب مدرسة، وعامل، وربّة منزل.
والتايه فلسطيني الجنسية ومولود في العراق عام 1973، ويحمل شهادة دكتوراة في فلسفة العلوم «علم خلية وانسجة ووراثة»، وله عدة إصدارات أدبية وروايات وقصص قصيرة وكتب علمية، وأخرى متعلقة بالتنمية البشرية، إضافة إلى نشره أبحاثاً علمية محكمة والعديد من المقالات الصحية والتربوية والاجتماعية والسياسية.