حميّة: سنبقى حاضرين في ميدان العمل رغم الواقع الماديّ الصعب للوزارة
أكَّد وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميّة، أنَّ موضوع «صيانة الأتوسترادات والطرقات المصنّفة ضمن نطاق صلاحيات الوزارة، والتي يقع من ضمنها معالجة انجراف التربة وجرف الثلوج عن الطرقات والصيانة الملحّة، هي بأجمعها ملفّات تشكل خطراً على السلامة العامّة والمروريّة، وذلك في حال لم يتم التعامل معها، كأمور لا تقلُّ أهميّة عن الصحة والكهرباء وغيرها».
ووجَّه نداءً إلى «جميع أعضاء المجلس النيابيّ لضرورة النظر في موضوع البند الماليّ المتعلّق بالصيانة في موازنة الوزارة للعام 2024، وذلك عند مناقشتها في المجلس النيابيّ، كي يتسنّى للوزارة القيام بواجباتها في هذا المجال».
كلام حميّة جاء خلال مؤتمر صحافيّ عقده في مركز جرف الثلوج في فاريا، بحضور مدير عام الطرق والمباني المهندس علي حبّ الله وعدد من رؤساء مراكز جرف الثلوج والعمّال المستخدمين والمياومين فيها. وبعد جولة على بعض مراكز جرف الثلوج، تحدّث حميّة من مركز فاريا عن الأوضاع العامّة لهذه المراكز، وأعطى توجيهاته بضرورة القيام بالاستعدادات اللوجستيّة وفقاً للمستلزمات التي تم تزويدها بها، تحضيراً لاستقبال المنخفضات والعواصف المنتظرة في الموسم الحاليّ.
وقال «من خلال توصيف الواقع، ولا سيّما بعد مرور العاصفة الأخيرة، فإنّ وزارة الأشغال العامّة والنقل، واستناداً إلى دراسات كانت أعدتها سابقاً ثلاث شركات مكلّفة من قبل مجلس الوزراء لتقدير التكلفة الماليّة لصيانة الأوتوسترادات في لبنان، بحيث خلصت إلى أنّ المبلغ المطلوب يُقدَّر بـ248 مليون دولار، وهو ما أقرّته رسميّاً جلسة لمجلس الوزراء في العام 2019».
وأشار إلى أنَّ «ما شهده ذلك العام في موضوع تحرّك سعر صرف الدولار، جعل الأعمال تتوقف على إثر ذلك في حينه»، لافتاً إلى أنَّ «الصيانة الدوريّة في وزارة الأشغال، والتي يقع من ضمنها جرف الثلوج وتعزيل مجاري مياه تصريف الأمطار عليها وصيانة الطرق ومعها الأوتوسترادات، تبلغ قيمتها 111 مليون دولار سنويّاً».
ولفت إلى أنَّه «بفعل الأزمة التي حدثت في ذلك العام، بقيت الطرقات من دون صيانة لمدّة تقارب الخمس سنوات، وهذا مردّه إلى أنّ الاعتماد الذي رُصد للوزارة في ما خصّ موضوع الصيانة، يبلغ فقط 2 مليون و400 ألف دولار، علماً بأنّ موازنة الوزارة في العامين 2021 و2022 كانت تبلغ 200 مليار ليرة، أي ما يعادل في العام 2023 المبلغ المذكور حول الاعتماد المرصود لصيانة الطرق في العام 2022، وهذا المبلغ المرصود وبناءً على دراسة أجريت، يُعادل تكلفة معالجة الانهيارات وانجرافات التربة للعاصفة الماضية فقط، وهذا يعني إنفاق كلّ المبلغ المرصود لاعتماد موازنة العام 2023 بكليّته».
وقال «أمّا اليوم فإنّ موازنة وزارة الأشغال العامّة والنقل، والتي رصدت من قبل مجلس الوزراء للعام 2024، تبلغ 5 آلاف و400 مليار ليرة، أي ما يعادل مبلغ الـ60 مليون دولار فقط، هذا إن أقرّت في مجلس النوّاب. وهذا المبلغ يعدّ زهيداً قياساً بما هو مطلوب، والذي نقدره بنحو 350 مليون دولار على أقلّ تقدير».
وحذّر من «أنّه في حال لم تتوافر لوزارة الأشغال العامة والنقل موازنة مقبولة ولو بقيمة نصف المبلغ المطلوب والمقرّ (المذكور سابقاً)، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى قصور خارج عن إرادتنا لصيانة كلّ ما هو مطلوب منّا»، مؤكّداً أنّه «بالرغم من الواقع الصعب، سنبقى حاضرين في ميدان العمل، ولا سيّما على صعيد عمّال ومياومي مراكز جرف الثلوج والذين أضحوا أقل دخلاً على صعيد لبنان».