دبوس
التدفّق…
هذا كيان يتخبّط، وهو في النزع الأخير، ويحاول من خلال الاغتيالات، وهذه الضربات الاستعراضية التي يظنها مبهرة، مستعيناً بذكائه الصناعي، الآخذ بالحلول محل غبائه الطبيعي، أن يرمّم وضعه المتهاوي، كابينت مفعم بالأحقاد والخلافات والتناقضات الحادة، الى درجة التجسس بعضهم على بعض، والاقتتال بالأيدي، يواكب ذلك خروج من الكيان بمئات الألوف، وحراك كوني يتأهب للفظ هذا الوجود الآثم وبصقه إلى مجاري الصرف الصحي، لا يؤشّر إلّا إلى تباشير النهاية لهذا الكيان، ولن تخدعنا هذه الاغتيالات ولا التفنّن في قتل الأطفال والنساء، كلها علامات المنازعة وحلاوة الروح، لقد أوصل الأحمق بيبي كيانه الى حالة جمود استراتيجي، فهو لا يستطيع وقف الحرب، ولا يستطيع تحقيق اي إنجاز من هذه الحرب، وإذا أوقفها فإنّ ذلك سيشكل هزيمة مدوية، وان استمرّ، فسيستمرّ في تكبّد الخسائر الفادحة، وتكتيك قتل الأطفال والنساء لن يحقق ايّ مكسب تكتيكي او استراتيجي، سوى الرفض الكوني لهذا الكيان، وهو في وضع خاسر خاسر لا محالة، أما الدروس المستفادة من هذه الحرب بالنسبة إلينا، صحيح انّ العدو يمتلك السماء، ولكننا نستطيع ان ندمي قلبه في القتال المتقارب، ومن المسافة الصفرية، وعلينا ان نعزز المقدرة لتدفّق مقاتلينا الفطري من أجل التصافر مع العدو، أيّ قتاله من مسافة الصفر، يجب ان نسعى دائماً للتصافر مع هذا العدو، فنخلق وضعاً نصبح معه في قتال صفري، من خلال الأنفاق والإبرار بالضفادع البشرية والاقتحام الرأسي بالطائرات الشراعية…
لقد ثبت بالدليل القاطع، وبالتجربة العملية ان التحرك المنطلق من القاعدة الشعبية هو القادر على إلحاق الهزيمة بالعدو، وان التعويل على أنظمة هي موضوعة بالأساس، وتكتسب أهميتها ومبرر وجودها من خلال خدمة الخارج والانخراط الكلي في تنفيذ أجندة أعداء الأمة…
فلنتدفّق تدفّقاً نحو العدو بما يُتاح لنا وبما نتيحه من الثغرات في ذلك الجدار الذي بناه عدونا بالتعاون مع هؤلاء الموضوعين علينا جبراً…
سميح التايه