قصف أميركي على صنعاء رداً على استهداف الأنصار سفينة نقل عسكرية أميركية / المقاومة تفجّر ثلاثة مبان في خان يونس بكتيبة وجيش الاحتلال يعترف بالعمليّة/ غالانت ينفي مبادرة لوقف النار من طرف واحد: نواصل الحرب إذا توقف لبنان
كتب المحرّر السياسيّ
أعلن الجيش اليمني وحركة أنصار الله مساء أمس، أنهما استهدفا سفينة عسكرية أميركية تحمل اسم أوشن جاز ونجحا بإصابتها إصابة مباشرة، بعدما تم استخدام سلاح نوعيّ للمرة الأولى في هذه العملية، كما قال المتحدث باسم القوات اليمنية. والسفينة مسجلة باسم وزارة الدفاع الأميركية لتقديم خدمات لوجستية للجيش الأميركي. وفي ساعة متأخرة من الليل قامت الطائرات الأميركية والبريطانية بقصف قاعدة الدليمي قرب العاصمة صنعاء. وقال البنتاغون إن ضربات صاروخية شاركت في الاستهداف، بالرغم من النفي الأميركي لإصابة السفينة أوشن جاز، زاعماً أن الضربة الاميركية ليست رداً على عملية بعينها، بل ضمن برنامج لإضعاف قدرات الجيش اليمني وأنصار الله.
في غزة، حملت أنباء الساعات المتقدّمة من الليل تقارير عن نجاح المقاومة بتفجير ثلاثة مبانٍ في خان يونس كانت إحدى الكتائب في جيش الاحتلال قد اتخذتها مقراً لها، وتسبب التفجير بانهيار المباني الثلاثة على رؤوس من فيها، ولاحقاً اعترف جيش الاحتلال بالعملية، وجلب طائراته المروحيّة لنقل القتلى والمصابين، متحدثاً عن عشرين ضابطاً وجندياً بين قتيل وجريح، بينما تقول مصادر المقاومة إن القتلى والجرحى بالعشرات بالتأكيد. وفي خان يونس أيضاً استدعى جيش الإحتلال قوات إنقاذ إلى غربي خان يونس بعد انفجار نفق مفخّخ بجنوده وضباطه. وفي السياق، أشار موقع “والا” العبري إلى أن “اليوم (أمس) هو أحد أصعب أيام القتال في قطاع غزة منذ بداية الحرب”.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام، أننا “استهدفنا دبابة صهيونية من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة”، موضحةً أنه “بعد استهداف الدبابة وتدميرها حاولت قوة إنقاذ صهيونيّة سحب الدبابة من مكان الاستهداف فتصدى لهم مجاهدونا ومنعوهم من التقدم صوب الآلية فقام الطيران الحربي باستهداف الدبابة بعدة صواريخ وسحقها بشكل كامل بمن فيها”.
الجبهة الحدودية الجنوبية للبنان سجلت المزيد من العمليات للمقاومة، والمزيد من الغارات وعمليّات القصف من جانب جيش الاحتلال، لكن الجديد كان كلام وزير الحرب يوآف غالانت الذي نفى فيه ما أُشيع عن وجود مبادرة قيد الدرس لإعلان وقف النار من جانب واحد لمدة يومين، مؤكداً أنه إذا أوقف حزب الله إطلاق النار فإن جيش الاحتلال سيواصل الحرب حتى يضمن ظروفاً ملائمة لعودة المستوطنين الذين تمّ تهجيرهم من الشمال.
فيما تترقب الساحة الداخلية الحركة الدبلوماسية الداخلية والخارجية باتجاه لبنان على خط استحقاق رئاسة الجمهورية، تواصلت التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان، وقال وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت أمس: «إنه حتى لو أوقف حزب الله عملياته فلن نتوقف حتى يتغير الوضع الأمني على الحدود الشمالية». وأقرّ بأن «الحرب مع حزب الله ستكون قاسية على «إسرائيل» ومدمّرة للحزب ولبنان».
ويستبعد خبراء عسكريون أن تشن “إسرائيل” عدواناً كبيراً على لبنان في ظل الظروف الراهنة، لا سيما بعد زلزال 7 تشرين الأول الذي تعرّضت له والحرب على غزة التي استنزفت الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية وأحدثت تصدعاً في المستوى السياسي الإسرائيلي، ولفت الخبراء لـ”لبناء” الى أن “إسرائيل لا تذهب للحرب إلا بعد توافر عدة شروط:
*جهوزية عسكرية واستعداد الجبهة الداخلية.
*ضمان بتحقيق انتصار حاسم وسريع.
*وجود قرار أميركي – غربي يحمل مشروعاً سياسياً للحرب، كما في عدوان 2006 (مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزير الخارجية الأميركية آنذاك كونداليزا رايس).
لكن الخبراء يحذرون من أن “إسرائيل” تقوم بضربات تصعيدية واستفزازية لمحاولة استدراج حزب الله ليكون المبادر بالحرب بإطلاق صواريخ على “تل أبيب” لكي تبرر عدوانها على لبنان لكسب تأييد الداخل الإسرائيلي والمشروعية الدولية للحرب. ويرى الخبراء أن الحديث الاسرائيلي عن هدنة 48 ساعة هي فخ لحزب الله للقول للعالم إن الحزب هو من أطلق الطلقة الأولى بعد الهدنة. لكن الخبراء ينوّهون بإدارة حزب الله للحرب وسيطرته على تكتيكاتها وعدم السماح للإسرائيلي بالخروج عن قواعد الاشتباك التي تشعل الحرب الواسعة، وبالتالي لن يعطي “إسرائيل” الذريعة التي تريدها.
وعلى الصعيد الميداني، واصلت المقاومة في لبنان تسديد الضربات لمواقع الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع الراهب بالأسلحة المناسبة، وأصابته مباشرة. كما استهدفت قوّةً من الجمع الحربي الإسرائيلي في مرتفع أبو دجاج بالأسلحة المناسبة وأصابتها إصابة مباشرة. وقصفت موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة.
الى ذلك، شيّع حزب الله وجمهور المقاومة الشهيد على طريق القدس فضل علي سلمان شعَّار في بلدته النبطية الفوقا في جنوب لبنان بموكب مهيب.
في المقابل استهدف العدو الاسرائيلي تلة العويضة في محيط بلدة الطيبة بعدد من القذائف. ونفذ الطيران عدواناً جويّاً حيث استهدف بغارة جوية منزل المواطن س. ياغي في بلدة طيرحرفا مطلقاً باتجاهه صاروخين من نوع جو – أرض، مخلفاً فيه أضراراً كبيرة. وأطلقت مسيّرة صاروخاً خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة. أيضاً، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخاً على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة إبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات. وحلق الطيران الاستطلاعي فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق وعلى مستويات منخفضة.
على الصعيد الدبلوماسي، يجول سفراء الدول الخماسية على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين، في إطار تحرك لإعادة إحياء المشاورات بالملف الرئاسي، والتمهيد للمبعوثين الذين سيأتوا الى لبنان خلال الفترة المقبلة للدفع باتجاه تحريك عجلة الاستحقاق الرئاسي. ولفتت مصادر “البناء” الى أن المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان سيزور لبنان مطلع الشهر المقبل ويقوم بجولة على الأطراف السياسية ويجري مروحة مشاورات للاتفاق على مواصفات الرئيس المقبل وقواسم مشتركة. كما علمت “البناء” أن المبعوث القطري جاسم آل ثاني “أبو فهد” وصل إلى بيروت أمس، على أن يقوم بجولة على السياسيين بعيداً عن الإعلام.
وأشارت معلومات صحافية الى أن “اجتماعاً لسفراء دول الخماسية سيعقد في بيروت هذا الأسبوع، على أن يليه تحرك هؤلاء السفراء باتجاه المسؤولين والقيادات اللبنانية. وسيترافق ذلك مع اجتماعات للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع مسؤولين في كل من الرياض والدوحة”. وقالت المعلومات إن سفراء الخماسية يعملون على الاتفاق على وجهة نظر موحّدة لا سيما بعدما وصل موضوع رئاسة الجمهورية إلى عوائق لا يمكن تخطّيها إلا بالتأكيد على الخيار الثالث.
وأشار السفير المصريّ علاء موسى الى أن لقاءات سفراء الخماسية ستشمُل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كما مسؤولين آخرين. وأكد السفير المصري في حديث تلفزيوني، بأن “لا خلاف بين سفراء الخماسية واجتماع سيُعقد الثلاثاء (اليوم) بينهم في إطار الاتصالات المستمرة”.
وبرزت أمس، زيارة سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني سفير المملكة العربية السعودية في مقر إقامته في اليرزة، وجرى خلال اللقاء استعراض لأبرز التطوّرات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ولفتت أجواء مطلعة على اللقاء إلى أن الأجواء كانت إيجابية جداً وتناولت بشكل خاص الاستحقاق الرئاسي اللبناني، عشية تحرّك السفراء الخمسة في بيروت قبل اجتماع دول الخماسية.
واستبعدت أوساط سياسية مطلعة لـ”البناء” إحداث أي خرق في جدار الملف الرئاسي في القريب العاجل، قبل انتهاء الحرب في غزة، لافتة الى أن الملف الرئاسي بات مرتبطاً بشكل وثيق بالوضع في غزة، إلا إذا نجح الحراك الخارجي والتوافق الداخلي بفصل الملفين. لكن الأوساط تشير الى أن خريطة المواقف الداخلية لم تتغير، وتدور حول 3 اتجاهات: جهة تريد الوزير السابق سليمان فرنجية، وثانية تريد قائد الجيش العماد جوزاف عون، وثالثة يمثلها التيار الوطني الحر لم يرشح أحداً بعد سقوط مرشحه المشترك مع فريق 14 آذار أي الوزير السابق جهاد أزعور، ولذلك نحن في مراوحة قاتلة حتى ظهور معطيات خارجية، أو تسوية للملف الحدودي بعد انتهاء حرب غزة تفرض حلحلة سياسية في الداخل مع تبدل في التحالفات النيابية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.