غزة…
زينة جرادي
أيا… غَزّة
يا جرحَ الأنام
يا صوتَ أبواقِ الرّيحِ في عُمقِ الظّلام
يا طيورَ الغضبِ فوق بيادرِ الأحلام
يا زنبقةَ البطولةِ في عيون الرّحمن
أيا… غزّة
ها قد انتفضتِ يا عروسَ المدائن
وخلعتِ ثوبَكِ الأسودَ واختلتِ
بدّدتِ غبارَ الدَّمار
حجارتُكِ صارت بَشراً تروي التّاريخ
بدمِ الأطفالِ
بدموعِ الأمّهات
يا مدينةَ البهاء
يا أمَّ الشهداء
يا غزّة…
أضعتُ الطّريقَ إليك وسطَ الدّخان
ولا سماءَ تحميكِ مِن جحافلِ العدوان
شهدتُ على ترابك يغتسل بالدماء
والوجع غافٍ في ضمائر…
أيا… غزّة
على طريق التّحرير تخطي
لك مني الشهادة
أبطالك شهداء قادمون
وسطَ زغاريدِ الأمّهات الثّكالى
بين عطر الرّياحين وكروم الزّيتون
مِن خوف الأطفال الأبرياء
قادمون …
الصَّلوات في كنائسك مباركة
والنَّصر آتٍ من حجارةِ مساجدك
من ثورةِ طوفانِك نبتَ الرّجال
مقالع صخر زنودهم
ترمّلتِ يا غزّة بعد أن غدروا بك
كم تمنّوا نشر الخوف على أبوابك
سقطت كلّ كتب التاريخ
تبعثرتِ القصائد
وقفت لهم مثل الشّمس منتصبة
تكتبين الشّهادة على سطورِك ببندقية الشهداء
تصرخين في وجه الظّلم صرخة عنفوان
تهمسين للمدائن أنا الحرّةُ الأَبِيّة
أنا الطّاهرةُ المُقدَّسةُ النّقيّة
على أرضي أنزلت الرسائل السماوية
فوق ترابي مشى الأنبياء
أنا مَن كتبتْ للمجد تاريخاً
وصاغت للكرامة سواراً
أنا…
لي في بيوتِ الأنسباء وصيّة
دوّنتُ فيها…
يموتُ التّاريخُ، تضمحلُّ الأيام
وأنت يا غزّة عروسُ الزّمان وأُمّ الأَبديّة