دبوس
القرار القاتل
قاعدة… كلما علت الأصوات داخل البيت، وسمعت الصراخ والسباب والشتائم بين قاطني هذا البيت، إعلم أنّ أحد أفراد هذا البيت أو كلّهم يعانون من الفشل في أعمالهم او في وظائفهم او في مجمل نشاطهم خارج نطاق البيت، والعكس صحيح، فالناجحون في أعمالهم وحياتهم العملية ستجد هدوءاً وابتسامات وكلمات ناعمة ومحبّة طاغية داخل البيت بين أفراد الأسرة…
هذا ينعكس على المشهد السياسي في أيّ بلد، فإنْ رأيت أولئك الذين يديرون شؤون بلدهم يتقاتلون ويتعاركون ويتبادلون الاتهامات والسباب وأحياناً الاشتباك بالأيدي، إعلم انّ هذا البلد مهزوم خارج الحدود، ويعاني من فشل ذريع، سواء في السياسة، أو في الاقتصاد، أو في حالة الحرب، في ساحات القتال، وهذا ينطبق تماماً على كيان الإحلال، يتكبّدون خسائر فادحة في غزة، ويخوضون حرباً لا يتمنّاها أيّ جيش في العالم، وهي حرب الشوارع والقتال المتقارب…
ونتيجة لهذه الورطة، قاموا بتوريط أنفسهم في ورطة أكبر، من خلال انخراطهم في جبهة أخرى، جبهة حزب الله، ويبدو أنهم يحاولون الخروج من المأزق الاستراتيجي الذي أوقعوا أنفسهم فيه، بمزيد من التورّط بتصعيد القتال على الجبهة الشمالية، فتظن شلّة الحمقى في كابينت الإجرام والقتل، أنها ان كرّرت تكتيك التدمير الكلّي والشامل، وقتل الأطفال والنساء في الجنوب اللبناني وفي الضاحية الجنوبية من بيروت، فسوف تضطر حزب الله الى القبول بشروطها وتقديم التنازلات، لكأنها قد حققت إنجازات كبيرة في غزة من خلال الجرائم والإبادة الجماعية، فتريد ان تكرر هذه التجربة الناجحة في لبنان.
وحقيقة الواقع انّ الفارق الوحيد الذي سيترتب على توسيع نطاق الحرب إلى الجبهة الشمالية، هو انّ هذه الشلّة ستورّط نفسها في قتال مع أشرس مقاتلي العالم، وأكثرهم قدرة على التضحية، مع ظروف لوجستية وديموغرافية وجغرافية أفضل بكثير من ظروف مقاتلي غزة، ومقدرة عددية وتسليحية أكبر بعشرات الأضعاف من قدرات غزة العزة، سوف يحمل قراراً بتوسيع نطاق الحرب ليشمل الجبهة الشمالية في طياته البدء بإزالة هذه القاذورة المصطنعة المدعوّة «إسرائيل».
سميح التايه