مبروك لسورية… ليتنا نتعلّم
إبراهيم وزنه
بقدر الألم الذي عشناه ـ كلبنانيين ـ نتيجة خسارة منتخبنا الوطني أمام نظيره الطاجيكي مساء الاثنين الماضي، وبالتالي خروجنا من العرس الآسيوي، عادت الفرحة لتبلسم جراحنا الكروية مع فوز منتخب سورية الشقيق على نظيره الهندي وتأهله إلى الدور الثاني من البطولة القارية…. وشتّان بين المشاهد المختلفة في المناسبتين، هناك دموع سببها الخروج وهنا دموع عنوانها التأهل، والأجمل على جنبات المباراتين هو تفاعل الجماهير العربية مع أي منتخب عربي يكون في الميدان، مشاعر صادقة بلا رتوش… حيث لا تقوى الدموع حيالها على الصمود في المآقي، ولن تقبل معها الأصوات إلا مزيداً التشجيع وإطلاق الأهازيج.
بصراحة، بعد خسارة منتخبنا الوطني آلمني ما تابعته عبر صفحات التواصل الاجتماعي من «مطولات» لحروفها فعل الخناجر، دأبها الطعن وهدفها التوهين ونكء الجراح، وكأنها كانت جاهزة قبل وقوع الخسارة… لا بل كانت الخسارة هي الأمنية الوحيدة لناشريها… وهذا الأمر يعكس حالة التشرذم والانقسام الحاصل، بين أفراد العائلة الكروية اللبنانية.
دعكم من نشر الغسيل… بالأمس وقبل لقاء «الفدائي» الفلسطيني مع منتخب هونغ كونغ، كانت شوارع الدوحة وحوارات سوق واقف وأمنيات الغالبية تصدح عالياً ليتحقق الفوز للمنتخب الفلسطيني على أمل أن ينتقل إلى الدور الثاني، ولفتني أحد الأخوة الفلسطينيين بأن الناس في غزة تتابع مباريات منتخبها تحت القصف والدمار، إنها الوطنية الصادقة في التشجيع، والعروبة النقية في المواكبة وإطلاق الأمنيات.
أعود للحديث عن غسيلنا على أمل أن يصبح أبيض كثلوج جبالنا…
نعم أيها الغيارى، كرتنا اللبنانية ليست بخير… فهي تعاني من شحّ في الملاعب ودوري غير متكافئ بين أنديته، مع ارتباك في الخيارات الفنية وغير الفنية، بالاضافة إلى خلافات إدارية وسوء نيات من المبعدين عن المشاركة في رسم خطة النهوض، وصولاً إلى الانقسامات الحادة في الرؤية والآراء عند المعنيين في اللعبة الشعبية من إداريين وفنيين وإعلاميين وخبراء. ولا شك في أن هذه «الخلطة» من الأمراض تمعن في إبعادنا عن جادة التوفيق والانطلاق…. فليتنا نتعلّم الإخلاص والاقتداء بتجارب الناجحين… صفّوا النيات وتكاتفوا، تصلوا ولو بعد حين.