الصهاينة سيوقفون إطلاق النار رغم أنوفهم
وفاء بهاني
في الوقت الحالي، يشهد الكيان الصهيوني إرباكاً كبيراً في تحديد أولوياته، حيث تركزت النقاشات خلال الشهرين الماضيين بين أمرين في سابقة وضائقة يتعرّض لها الكيان المزعوم منذ إنشائه ظلماً بدماء المدنيين.
يتمثل الأمران في مسألة إعطاء الأسبقية لتبادل الأسرى بالحياة أم التصعيد العسكري، فيظهر أنّ الضغط العسكري لم يؤدّ إلى تحرير الأسرى الصهاينة، وهو ما أصبح مصدر قناعة للصهاينة وحتى للادارة الأميركية، التي ترى أنّ نتنياهو يسعى لتمديد النزاع حتى لو كانت نتيجة ذلك تؤول إلى فقدان حياة الأسرى، وأنّ أولوية حكومة نتنياهو الفاشلة تتجه نحو الدفع في الاستمرار في الحلّ العسكري رغم استمرار الفشل.
فمع اعتراض نتنياهو على شروط حماس بشكل تامّ، إلا أنّ كافة المؤشرات تشير إلى الحلّ المشترك بين كلّ الحلول المقترحة على طاولة التفاوض هو وقف إطلاق النار بشكل كامل.
وفي تطورات ذات صلة، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أنّ الاتصالات قد استؤنفت بعد فترة طويلة من التوتر تحت ضغوط من الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وتعتبر الصحيفة أنّ الشهر الحالي هو شهر المفاوضات لتحقيق هذا الهدف.
وتشير المعلومات إلى أنّ المحادثات تدور حول خطط متقدمة على مدى 90 يوماً تشمل ثلاث مراحل، حيث تقدّم الوساطة الأميركية والمصرية والقطرية خطة تدريجية تفضي في النهاية الى انسحاب الكيان الصهيوني بشكل كامل من قطاع غزة.
ويتعلق الأمر بوقف إطلاق النار وبدء عملية دبلوماسية تدريجية تؤدي إلى انسحاب الجيش الصهيوني وإنهاء الحرب، حيث يُعتبر هذا تقدّماً إيجابياً رغم عدم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن.
تتناول الخطة الجديدة فترة من 90 يوماً حيث يتوقف القتال لعدة أيام غير محدّدة، وتتضمّن إطلاق سراح الأسرى المدنيين الصهاينة من قبل حماس.
والإفراج عن سجناء فلسطينيين وانسحاب الصهاينة من مدن غزة وإعادة الحياة إلى طبيعتها، وعلى الرغم من التحديات، يُعتبر استئناف المحادثات «خطوة إيجابية»، ومن المتوقع بدء المفاوضات في القاهرة في الأيام المقبلة.
تُظهر هذه الجهود الدبلوماسية الجديدة محاولات لإيجاد تسوية تتيح تحقيق هدنة طويلة الأمد، على الرغم من وجود تحديات تعترض التوصل إلى اتفاق نهائي…