دبوس
التمهيد
لقد سبقت النكبة مرحلة طويلة من التمهيد لمولد الوحش، ما كان لهذا العقل الصهيوانجلوساكسوني، والذي يتسم بالتعقيد المفرط والتحسّب الزائد ان يزجّ بمجاميعه المهاجرة من أصقاع الأرض، والتي أطلق عليها جزافاً صفة شعب، ما كان له ان يزجّ بهم الى منطقة تنضح عداءً، وترفض شعوبها هذا التغيير الديموغرافي، والتي لن تلبث أن تدرك الأبعاد الاستعمارية والتلمودية لهذا الإجراء، ومن ثمّ اللجوء الى القوة لإحباطه، لذلك كان لا بد من القيام بمجموعة كبيرة من التغييرات الجيوسياسية لتمهيد المنطقة لتقبّل هذا القادم الجديد…
قطّعت الأوصال جغرافياً، بهدف خلق كيانات صغيرة غير قادرة على مواجهة هذه الصيرورة الآخذة في الحدوث، خلّقت الممالك السبعة تخليقاً، ست منها في الخليج، والسابعة في شرق الأردن!
لقد صير الى تأمين المنهبة العظمى للمستَخرَج المتدفق من باطن الارض، والذي سيقوم لاحقاً بتشغيل آلة الاحتراق الداخلي في هذه الدابّة الجديدة، والتي ستدبّ في كل مناحي الكرة الارضية، وستتدفّق الى جيوب الغرب ثروات لا نهاية لها، كما ان هذا الاستحداث الديموغرافي الجغرافي سيتيح أيضاً حماية أطول حدود، وبطريقة باتّة لهذا الكيان الجاري تكوينه بهدوء ومن خلال موجات الهجرة، الشعب الذي هو بلا أرض، الى الأرض التي سنضطرّها لكي تصبح بلا شعب…
نصّبت العائلات المنتقاة بعناية على عروش هذه الممالك السبعة، وضمن هذا الخارج منتصراً في الحربين العالميتين هدفين استراتيجيين يمثلان إنجازاً باهراً للتحالف الصهيوانجلوساكسوني، النفط، وإنشاء وتأمين وحماية الكيان اللقيط، وتولّت مذّاك هذه العائلات السبع، القاعدة على العروش عنوةً ومن دون اختيار، لا ديموقراطي، ولا حتى اوتوقراطي، حراسة الكنز والكيان، مقابل العروش والمال والسطوة والسلطة.
كان الديدن دائماً، وبالذات لما يتعلق بالكيان المفتعل، هو منع تدفق “الكريّات البيضاء”، وهي في حالة الشعوب، المقاتلين المجاهدين المتدفقين بالفطرة وبالسليقة من كل أرجاء الأمة، أمة الخير، لحماية الجسد الكلّي من هذا السرطان، فكان لازباً تأمين أطول حدود معه في شرق الأردن، وفي الغرب تمكنوا بعد اتفاقية كامب ديفيد من تأمين هذه الجبهة أيضاً، ان علينا ان نكسر هذا الاحتجاز، علينا ان نطيح بالعوائق والحدود، كيما تتجلى الإرادة الإلهية في تدفق الفطرة والطبيعة للإطاحة بهذه الكينونة النقيضة، أولاً وقبل كلّ شيء، للّه…
سميح التايه