أزمة تكساس
– ليست قضية الحدود الجنوبية الأميركية بالقضية الجديدة، ولا الجدال حول العلاقة القانونية بين حكومات الولايات التي تتشكل منها الولايات المتحدة، مع الحكومة الاتحادية وتوزيع الصلاحيات وتنازع هذه الصلاحيات بينها بالقضية الجديدة أيضاً. والجديد هو تفجر القضيتين معاً في مناخ من الانقسام الخطير الذي يرزح المجتمع الأميركي تحت وطأته عرقياً ودينياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وحزبياً، وصولاً إلى انتشار التحذيرات من خطر الحرب الأهلية وانفصال العديد من الولايات عن الصيغة الاتحادية منذ اقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب لمبنى مجلس النواب (الكابيتول) في واشنطن.
– تكساس الولاية الحدودية مع المكسيك كانت دائماً في صدارة الولايات المرشحة لحديث الانفصال، وهي من كبريات الولايات مساحة، تأتي ثانية بعد ألاسكا، والأكبر بعدد السكان، تأتي ثانية بعد كاليفورنيا، والأهم اقتصادياً بحجم يقارب حجم الاقتصاد الروسي 1.8 تريليون دولار، وهي مورد الطاقة الرئيسي لأميركا بكميات النفط والغاز وتوليد الكهرباء، بين 30 و50%.
– العام الحالي مليء بالاستحقاقات، والأرجح أن تجري الانتخابات الرئاسية على إيقاع تصاعد الصراعات العرقية والحزبية والاجتماعية التي تضغط على الشارع الأميركي في ظروف اقتصادية تزداد صعوبة، ومناخ دولي يزداد تأزماً، وتورط أميركي في حربين كبيرتين، واحدة في منطقتنا والثانية في أوكرانيا، دون أن تمتلك خريطة طريق لنهاية أي منهما.
– الانتخابات الرئاسية سوف تجري بين حزبين متنافسين ومرشحين متنافسين، كل منهما يتهم الآخر بالتزوير، وفوز أي منهما لن يحظى على الأرجح بقبول المنافس، وسوف يكون صعباً رؤية مشهد تسلّم وتسليم او اعتراف بشرعية فوز أي من المرشحين الواضحين الآن، جو بايدن ودونالد ترامب، والصدام الذي سوف ينتقل إلى الشارع سوف يتخذ أشكالاً عديدة، تبدو معركة الحدود الجنوبية والتلويح بانفصال تكساس إحدى التمرينات الأوليّة عليها.
التعليق السياسي