مقالات وآراء

الصهاينة يلعبون آخر أوراقهم…

‬ عمر عبد القادر غندور*

يبدو أنّ التطرف الذي يتحكم بحكومة نتنياهو المتطرفة في كيان الاحتلال آخذ في الاتساع لفرض قرارات لم يتجرأ عليها أحد في مثل هذه الوقاحة، وهو يؤكد ما قلناه ونردّده ان «إسرائيل» جادة ومصمّمة وتعمل لقيام «دولة دينية» وحدودها من النيل الى الفرات؟ وترى انّ الحالة العربية السائدة تشكل الوقت المثالي لقيام «الدولة التلمودية الدينية الصهيونية» اليوم وليس غداً…
بالأمس شارك الآلاف من الصهاينة في المؤتمر الذي عُقد في ما يُسمّى «مبنى الأمة» في القدس وشارك فيه الآلاف من الصهاينة بينهم 12 نائباً في الكنيست و 12 وزيرا في الحكومة الحالية، وصرّح الوزير المسعور ايتمار بن غفير انّ الهروب يؤدّي الى الحرب وهذا هو الوقت المناسب للعودة الى غوش قطيف وشمال السامرة (الاسم التوراتي لشمال الضفة). وخاطب رئيس الحكومة قائلاً: «سيدي، مهمة القيادة الشجاعة تكون باتخاذ القرارات الشجاعة». وطالب بتشجيع الهجرة اليهودية الى قطاع غزة بعد تهجير الفلسطينيين! وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الذي يقف أمامنا لمنع عودتنا الى اراضينا»!
حتى واشنطن أدانت بـ «الشكل» التصريحات المتهوّرة لوزراء إسرائيليين بشأن اعادة الاستيطان في غزة !
وتقول صحيفة «هآرتس الإسرائيلية «إنّ إسرائيل تجد نفسها امام مأزق استراتيجي بسبب طروحات العودة الاستيطانية الى غزة في الوقت الذي تجاوزت فيه تكلفة الحرب 18 مليار دولار ولم تحقق شيئاً، في حين لم تحلّ مشاكلها مع الفلسطينيين وحزب الله، ومن الممكن ان تواجه حرب استنزاف تعطل حياة الإسرائيليين ولا تدري الى متى؟ ولا ندري الى متى الخروج من الفخ، في الوقت الذي تلتهب الجبهة الشمالية الأكثر تهديداً والخشية من حرب قد تتسع في مواجهة إيران وآلاف المقاتلين. وفي «إسرائيل» اليوم من يقول انّ نتنياهو لا ينوي التخلي عن السلطة بمحض إرادته ما يعني أنّ «إسرائيل» قد تواجه حرباً طويلة بوجود رئيس وزراء هو الأكثر تفخيخاً للوضع في كيان الاحتلال، ليست الاشتباكات المتوزعة على مساحة فلسطين، بل في الحكم المؤقت لمحكمة لاهاي الدولية الذي وجه طعنة مميتة في موضوع الإبادة الجماعية والممارسات العنصرية لقتل الأطفال والمدنيين، والتظاهرات العالمية المندّدة بفضائح وإجرام الاحتلال…
ومن آخر مظاهر التنديد ما خرجت به الأنباء الواردة من ولاية تكساس الأميركية صباح الثلاثاء الماضي، والتي أظهرت خروج الناس الى شوارع دالاس يحملون الأعلام الفلسطينية مندّدين بسياسة الرئيس بايدن، وهذا فيض من المزاج الدولي من دولة الاحتلال وداعميه، بانتظار تحقيق قول الله تعالى «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى – يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ – إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ (167)الاعراف»

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى