أخيرة
دردشة صباحية
العصافير تعود من مغتربها القسري
يكتبها الياس عشي
بدأت العصافير رحلة العودة من مغتربها القسري، وبدأت أنا أحلم بالعودة إلى الأزقّة، ألملمُ دموع الأطفال الجائعين، وأرسم على الجدران رغيفاً من الخبز، وحبّةَ زيتون، وعلبة حليب، وكرةً.
إنها رحلة الإياب إلى شارع كان في زمن ما، مسرحاً لأفكارنا ووجعنا، وتحوّل اليوم إلى أرصفة، ومقاهيَ، ومجموعة من المتسوّلين.
وإنها لحظة الاعتراف بأننا سنبقى عبيداً إلى أن يصبح رغيف الخبز مشاعاً لكلّ أطفال العالم.
قلت مرة: إنّ غناء الشاعر يحلو عندما تضع السلطة على رأسه إكليلاً من الشوك، فأين هم اليوم شعراؤنا وكتّابنا ومفكّرونا لا يخرجون إلى الشوارع، ولا يهتفون؟
صاروا جزءاً من مقاهي الأرصفة، واختلطت أصواتهم بأصوات الأراغيل. لقد تقاعدوا، والمفكّر الذي يتقاعد يخرج من دورة الحياة.