الوطن

حزب الله يُكرِّم «إعلاميين على طريق القدس» / المكاري: الإعلامُ المقاوم سلاحه الحقيقة وذخيرته الحقّ / عفيف: جزءٌ أساسيّ من المعركة وبعض الوسائل فقدَت مهنيّتها

المكاري يلقي كلمته
عفيف متحدثاً في الاحتفال التكريمي

عبير حمدان

يُشكّل الإعلام جزءاً لا يتجزّأ من المواجهة والصراع مع العدوّ، حيث انّ للسرديّة الإعلاميّة المهنيّة والمنبثقة من الميدان بكلّ تفاصيله الإنسانيّة والاجتماعيّة والحربيّة إيقاعها الذي يرسّخ واقعَ الحال بعيداً عن منطق التقارير المُفبرَكة والاستعراضيّة.
الدورُ الذي يلعبه زملاء كانوا وما زالوا شهوداً على وحشيّة الكيان المحتلّ لا يقلُّ أهميّةً عن فعل السلاح، فهم مقاتِلون من موقعهم وبينهم من هم مشاريعُ شهداء، ومنهم من نالَ شرفَ الشهادة على دربِ النصر.
في معركة المصير يتحوَّل الحبرُ إلى سيلٍ هادرٍ يكتبُ التاريخَ كما يجب أن يكون، وتُصبح الصورة وثيقةً حيّةً ويرسّخُ الدمُ حقيقةَ الوجود وقيمة ثقافة الحياة وفقَ مفهوم العزّ والكرامة وتحقيق الانتصارات وصونها واستكمالها بالتحرير الكامل لفلسطين من البحر إلى النهر.
في ظلّ هذا المُناخ، أقامت العلاقات الإعلاميّة في حزب الله احتفالاً تكريميّاً حملَ عنوانَ «إعلاميّون على طريق القدس» برعاية وحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري وذلك في فندق الريفيرا ـ بيروت.
تقدّمَ الحضور وفدٌ من الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ ضمّ نائب الرئيس وائل الحسنيّة وعميد الإعلام معن حميّة وعميد القضاء ريشار رياشي، كما حضَرَ وزراء ونوّاب وشخصيّات إعلامية وسياسية ودبلوماسيّة وحزبية.
وألقى مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله محمد عفيف كلمةً أكّدَ فيها ثقافة الحياة المتمثّلة بالمقاومة التي تتعرَّض للظلم من بعض أبناء البلد الواحد على مستوى تقدير الموقف وتوقُّع النتائج».
ولفتَ إلى «أنَّ اختيار شعار «إعلاميّون على طريق القدس» مستلهمٌ من «شهداء على ‏طريق القدس»، فهم الشهداء وأنتم الشهود، نقلتم بطولات المقاومين ‏وصبرَ عوائل الشهداء وتمسُّكَ الجنوبيين بقدرِهم النهائيّ في وطنٍ لا بديلَ ‏عنه ولا نزوحَ منه، فوجَبَ عليّ تكريمكم لأفيكم بعض حقّكم، وقد اختار الله بعضَكم ‏شهداء فكان عصام العبدالله أولاً ثم فرح عمر وربيع المعماري، نسأل الله ‏أن يحفظَ الباقين ويحميهم بقدرة واحد أحد».‏
ورأى أنّ الكثير من الوسائل الإعلاميّة الغربيّة فقدت إنسانيّتها ومهنيّتها، وقال «لقد سقطت ‏BBC‏ و‏CNN‏ ونيويورك تايمز وعموم الصحافة الفرنسيّة ‏وأغلبُ الصحافة الغربيّة بشقيّها الأميركيّ والأوروبيّ وكثيرٌ من الأسماء ‏الكبيرة، سقطوا في الوحلِ وفي العَمى وفي الانحياز المُفرط، وتجاهلوا ‏آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وفقدوا إنسانيّتهم أولاً ومهنيّتهم ‏ثانياً».
وأشار إلى كيفيّة تعاطي وكالة «رويترز» مع استشهاد الزميل عصام عبدالله «حيث تم تجهيل القاتل لكن بفضل الضغوط التي مارسها المعنيّون والإعلاميّون والبيانات المندِّدة بسلوك هذه الوكالة وكذلك فعل معالي وزير ‏الإعلام وبعد العديد من الاجتماعات والتواصُل، تكلّلت الجهود بإصدار ‏رويترز بياناً صريحاً يتّهمُ العدوَّ الإسرائيليَّ بمقتل الشهيد عصام ‏العبدالله الذي هو شهيدُ كلّ لبنان وكذلك زميليه فرح عمر وربيع المعماري».
وتحدَّثَ عن أداء قناة «الجزيرة» المزدوج المعايير، لكنّه توّج بالتحيّة إلى الزميل وائل الدحدوح. وأثنى على أداء وسائل الإعلام كافّة «التي اختارت أن تكون مناصرةً للحقّ ولم تُبدِّل قناعاتها ومواقفها فكانت ولم تزل جزءاً أساسيّاً من المعركة».
وختَم بتوجيه الشكر إلى الوزير المكاري على حضوره ومشاركته.
وألقى الوزير المكاري كلمةً، قال فيها «على بُعدِ خمسةِ أيامٍ من اليوم، تُتِمُّ الحربُ على غزّة شهرَها الرابع، وإسرائيل لم تُرمِّم في أربعةِ أشهرٍ صورَتَها التي انكسرت في يوم. فكُلُّ الدمِ المُسال في غزّة لم يَرْوِ جفافَ هيبةِ إسرائيل، وغزّةُ المُغمّسُ ترابُها بدماء الشهداء، سماؤها مضاءة بوجوه الأبرياء الذين ارتقوا إلى ربِّهم، ومعظمُهُم في ريعانِ الشباب.»
واضاف «أربعةُ أشهرٍ وغزّةُ على صلابتِها. أربعةُ أشهرٍ وغزّةُ على مقاومتِها. أربعةُ أشهرٍ وغزّة تُقاوم حبّاً بالأرض. أربعةُ أشهرٍ وغزّةُ ممنوعةٌ من الحياة. ملفُّ الأسرى مُقفَل. ملفُّ إدخال الأدوية مُثقلٌ بالشروط، علماً بأنّ آلة القتل الهمجيّة تتوغّلُ يوميّاً في عُمقِ الدمِ الفلسطينيّ، وتتولّى ألاّ يكون هناك جرحى في غزّة، إذ تعتمدُ سياسةَ حرقِ البيوت بقاطنيها، وعليه، تُسوّى المنازلُ رماداً، ومثلُها الأجساد، ولا من يسمعُ أنينَ الأطفال والنساء سوى عَدَساتِ الإعلامِ الصغيرة التي توثّق جرائمَ إسرائيل الكبيرة، ولذلك، ليس مُستغرَباً استدراج إسرائيل لما يزيد عن مئة إعلاميّ إلى كمائن الموت، وللبنان حصّة، بحيث تربّع عصام عبدالله وربيع المعماري وفرح عمر على لائحة أشراف الأمّة، خلال مرابضتِهم على حدود القدس».
وختَم «لقد نجحَ الإعلامُ المقاومُ في تعرية الأكاذيب الإسرائيليّة، وفي قلبِ المشهد عالميّاً. ثمّةَ رأي عام عالميّ يكبُر كلّ يوم، وقد بات عبئاً على حكوماتِه الصامتة، والإعلامُ المقاومُ هو الخميرة التي بفضلِها يكبُر هذا الرأيّ العام. الإعلامُ المقاومُ في زمنِ الحرب، سلاحُه الحقيقة وذخيرتُه الحقّ، وانطلاقاً من هاتين الثابتتين سنتلو يوميّاً فعل الإيمان بمقاومتِنا، وسنقاومُ بعدستنا وأقلامنا وحقيقتنا.»
وفي الختام تمَّ تكريم عدد من الزملاء من وسائل إعلام مرئيّة ومسموعة ومكتوبة ووُزّعت عليهم الميداليّات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى