تداعيات هزيمة الكيان أكبر من الاحتواء
واهم مَن يعتقد أن بمستطاع عناد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو برفض التسليم بالهزيمة وإعلان قبول وقف الحرب على غزة، يمكن له أن يحتوي هذه الهزيمة. وكذلك واهم من يعتقد أن الرد الأميركي على عملية المقاومة العراقية التي انتهت بمقتل ثلاثة جنود أميركيين سوف يعيد لجيش الاحتلال العزيمة والقدرة على الفوز بالحرب التي خسرها.
المقاومة حققت نصرها في السابع من تشرين الأول وما جرى بعده كان محاولة لمحو آثار النصر، وانتهى بالفشل. وهذه هي الحقيقة التي يدركها قادة الجيش والمؤسسات الأمنية في كيان الاحتلال بالأرقام، التي تشير إلى حجم خسائر المؤسسات العسكرية والأمنية، وحجم التآكل في البنية البشرية لهذه المؤسسات، وصولاً الى العجز عن خوض مزيد من القتال بها.
أمس، قالت القناة ١٢ العبرية إن قادة المنظومة الأمنية في كيان الاحتلال تحملوا سابقاً مسؤولية الفشل في هجوم السابع من أكتوبر. وأضافت أن هؤلاء القادة أوضحوا أنهم سوف يستقيلون من مناصبهم ويغادرون لمنازلهم عندما تسمح الظروف بذلك. وبحسب القناة نفسها، فإن رئيس الأركان «هرتسي هليفي»، رئيس الشاباك «رونين بار» و»أهرون حليوة» رئيس جهاز «أمان» الاستخباراتي ما زالوا متردّدين حول الوقت الصحيح للاستقالة، وأنهم لن ينتظروا حتى نهاية الحرب فهم ينوون البقاء في مناصبهم طوال استمرار الحرب في شمال وجنوب فلسطين المحتلة. وقالت القناة ١٢ العبرية، إن قادة الأذرع الأمنية يأخذون بالحسبان في موضوع تقديم الاستقالة قضية تعيين بدلاء لهم، خاصة مع الوضع السياسي الحالي للاحتلال، حيث سيقوم المسؤولون السياسيون بتعيين بدلائهم.
هذا الخبر كافٍ لمعرفة حجم الهزيمة وحجم الفشل، والكارثة التي وقعت على رأس الكيان، الذي يعرف هذا المشهد للمرة الأولى في تاريخه وهو في قلب الحرب. وهذا يحدث في ذروة لحظة عناد نتنياهو وعشية الرد الأميركي الذي كثر الحديث عنه ويعرف قادة المؤسسات العسكرية والأمنية في كيان الاحتلال أنه لن يغير شيئاً. فمن انتصر قد انتصر ومن هُزِم قد هُزِم.
التعليق السياسي