ثقافة وفنون

قيمة ثقافية تراثية وتاريخية تذخر بها مدينة طرطوس القديمة

لم يؤثر مرور الزمن على المعالم المعمارية والأشكال الهندسية لأبنية مدينة طرطوس القديمة المنسجمة مع أسس التخطيط العمراني الذي عزّزه الارتباط الفطري للسكان بمدينتهم، لكونها تمثل لهم قيماً تاريخية ثقافية اقتصادية روحانية واجتماعية.
أعدّت الأمانة السورية للتنمية وفريق عمل طرطوس القديمة والخبراء ملفها بعنوان “فهم السياق العام للمدينة” حيث جاء فيه أن المدينة الأسقفية وفيها الكاتدرائية التي تعتبر أول كنيسة بيزنطية باسم السيدة العذراء في الشرق، وكنيسة وقاعة فرسان الهيكل ببنائهما الذي يعود للقرن الثالث عشر الميلادي، والجامع والحمام وأقبية الدونجون، والخندق المرصوف والخندق الترابي، والساحات والأزقة، ومع الصناعات والمهن التراثية المرتبطة بالمدينة كصناعة الحلاوة ومهنة السنكري أو ما يُعرَف بحرفة تصنيع الأدوات المنزلية والزراعية الحديدية، وبائع الخرنوب والمسحراتي، جميعها تمثل جزءاً من رأس المال الثقافي لمدينة طرطوس القديمة.
وقال مدير آثار طرطوس مروان حسن وهو خبير المسار الثقافي وعضو فريق العمل، أن تفكير فريق العمل بعد سنتين من العمل المشترك يعتمد على احتياجات السكان بالدرجة الأولى بالتوازي مع الحفاظ على القيمة التاريخية والثقافية للمكان، بهدف الوصول إلى منتج عملي مشترك يحقق تنمية مستدامة بهذه البقعة المكانية المهمة تاريخياً واقتصادياً واجتماعياً.
وحسب حسن، فإن العمل سار بالتوازي بعد تقسيم المسارات لوضع خريطة تنموية شاملة للمدينة بناء على فهم السياق العام والإمكانيات التي تمتلكها لتحقق مجتمعة الأهداف والرؤية الشاملة الموضوعة لها، موضحاً أن بداية عمل المسار الثقافي انطلقت من تساؤل مهم ألا وهو (ماذا نريد من المشهد العام وكيف من الممكن أن يشكل عامل جذب مهماً للوجهة السياحية والثقافية والأهم إبراز المعالم الثقافية والأثرية للمدينة). ومن هنا كانت فكرة وموضوع تحسين المشهد البصري لواجهة المدينة وأزقتها أحد أهم الأهداف.
وأشار حسن إلى أن ترميم المباني الأثرية الرئيسية كأقبية الدونجون وقاعة الفرسان ومبنى الكنيسة كان هدفاً مهماً أيضاً لناحية وضع الحلول الفنية الترميمية لإعادة الشكل الأساسي لها لتكون جاهزة للاستخدام واستثمارها بما يخدم المجتمع المحلي، ويروّج للوجهة الثقافية والسياحية للمدينة، مبيناً أن إيجاد مسار سياحيّ ثقافيّ متكامل عبر خلق فضاءات للصناعات الثقافية الإبداعية والنشاطات الفنية المتعلقة بهوية وطبيعة المدينة واستثمار الفراغات والحيزات المكانية بهدف إيجاد برامج تفاعلية تشاركية تحقق التبادل المعرفي والثقافي كان محوراً أساسياً يؤهل إدراج المدينة على الخريطة السياحية لسورية لاستثمار مقوماتها، وتقديم خدمات نوعية لزوارها، والحفاظ على هويتها التراثية الثقافية.
ورأى حسن أن ما تقدم هو عبارة عن مقترح لخطة تنموية متكاملة للمدينة انطلقت من واقع واحتياجات المنطقة وخصوصيتها مع جمع المعلومات وتوثيق الوضع الراهن واختيار المناسب لتنفيذه، بهدف تطويرها لتكون نقطة جذب ثقافي، معتبراً ذلك مرتبطاً بإيجاد حلول لاستقطاب المهارات وتدريبها، ووضع مخرجاتها كمنتج خاص بالمدينة وبالمهن المرتبطة بها، وتفعيل المبادرات إلى جانب عمل الجهات المعنية ما من شأنه تعزيز الهوية التراثية للمدينة.
يُشار إلى أن الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع محافظة طرطوس أقامت في الـ 14 من الشهر الماضي ورشة عمل حول تبني الخارطة التنموية لمدينة طرطوس القديمة خلصت إلى وضع 12 هدفاً موزعة على المسارات الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإطلاق مبادرتين الأولى إنارة محيط مدينة طرطوس القديمة وأسوارها وساحاتها وداخل المدينة بالطاقة البديلة، والثانية تنظيف المدينة بالتعاون ما بين المجتمع المحلي والجهات المعنية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى