مقالات وآراء

«الشرق الأوسط» واحتمالية المواجهة المقبلة!

 محمد حسن الساعدي

الحرب الهمجية التي تقودها «إسرائيل» على غزة منذ 4 أشهر بدأت تلقي بظلالها على المشهد في «الشرق الأوسط» وتنذر باندلاع صراع إقليمي. فمنذ تشرين الأول من العام الماضي شنّت الطائرات الأميركية عدداً من الغارات على أهداف في لبنان والعراق وسورية واليمن، وعلى الرغم من رغبتها بعدم اتساع الحرب، حيث تسعى الإدارة الأميركية الى مساعدة الكيان «الإسرائيلي» على الفوز بحرب غزة، وفي الوقت نفسه تقول إنها تسعى الى منع انتقال الصراع الى حرب إقليمية…!
يبدو أنّ تحقيق أي إنجاز أصبح أكثر صعوبة، خصوصاً مع قيام محور المقاومة بعمليات نوعية مهمة جداً، سواء على الجبهة اللبنانية أو اليمنية أو العراقية او السورية أو غيرها من جبهات باتت مفتوحة للمواجهة مع «إسرائيل».
أصبح من الواضح جداً أنّ واشنطن وتل أبيب تسعيان الى توسيع الصراع الى حرب إقليمية في محاولة لكسب المزيد من التعاطف الدولي، وجرّ الانتباه عما فعلته دولة مثل جنوب أفريقيا والتي اعتبرت الحرب التي تشنّها «إسرائيل» على الشعب الفلسطيني وتحديداً في غزة على أنها «إبادة جماعية»، وهي تكشف للعالم بشاعة السياسية الأميركية وفقدانها لركائز الأخلاق ومبادئ الحرية والاحترام التي تطلقها وتنادي بها دائماً، وما يؤكد ذلك إرسالها أسلحة ومساعدات عسكرية بمليارات الدولارات الى «إسرائيل»، ما جعل واشنطن شريكة بشكل مباشر في حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في غزة.
الإدارة الأميركية وعبر وزارة خارجيتها تجاوزت الكونغرس أكثر من مرة واستخدمت قانون الطوارئ الذي يجيز لها إرسال الأسلحة والمساعدات العسكرية الى «إسرائيل»، بل أكثر من ذلك فهي تمتلك أكثر من 57 ألف جندي أميركي منتشرين في الشرق الأوسط وبالتحديد في منطقة غرب آسيا، بالاضافة الى وجود قوات العمليات الخاصة والتي لم يعلن عنها، وتقوم هذه القوات بضربات متنوّعة، وهذا ما جرى في استهداف قطعات من الحشد الشعبي والتي تعدّ جزءاً من القوات الأمنية العراقية، ما يعني انّ هناك استهدافاً لقوات الأمن العراقية من قبل واشنطن…
في المقابل هناك دعوات من قبل القوى السياسية العراقية ومن قبل البرلمان العراقي بشأن ضرورة تحديد جدول وآلية شفافة لخروج القوات القتالية الأميركية من العراق، وجاء ردّ البنتاغون على هذه المطالب بأنه «من غير المرجح أن تغادر القوات الأميركية العراق في أيّ وقت قريب».
الهجمات الأميركية والإسرائيلية على دول المنطقة تثير شبح حرب إقليمية أوسع، الى جانب أنّ الواقع يتحدث أنّ واشنطن وتل أبيب في حالة حرب بالفعل مع اليمن والعراق وسورية ولبنان، كما بات من الواضح أنّ الهدف الرئيسي للحروب الاستعمارية الجديدة الأميركية والإسرائيلية في غرب آسيا هو الهيمنة على المنطقة، إذ وبعد هجمات 11 أيلول 2001 وضعت واشنطن خططاً للإطاحة بحكومات سبع دول في المنطقة في خمس سنوات.
العراق مارس دوراً ايجابياً كبيراً في التهدئة في المنطقة، ولكن يبقى العامل الدولي وتأثيراته على الصراع الدائر فيها، وإيقاف العدوان الاسرائيلي على غزة وفتح المعابر وتقديم المساعدات وغيرها من ظروف تخفف عن كاهل الفلسطينيين ووضوح ملامح العلاقة بين واشنطن والمنطقة، والتي تبدأ من العراق…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى