لقاء في الرابطة الثقافية طرابلس لمقاطعة داعمي الكيان الصهيوني
أقيم لقاء موسّع بدعوة من اللقاء الدائم لمقاطعة داعمي الكيان الصهيوني، تحت عنوان “انصر فلسطين بالمقاطعة”، في الرابطة الثقافية في طرابلس، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والنقابية والجامعية. وقدّم اللقاء المحامي عدنان عرابي.
وتحدّث رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري الذي قال: «يأتي لقاؤنا اليوم متزامنًا مع ظروف إقليمية وعالمية ضاغطة تضع العالم على حافة تحوّلات كبرى، وفي توجّه إجرامي يتجاهل إحدى أسوأ بؤر الإرهاب والإجرام على مستوى العالم، إجرام الكيان الصهيوني الغاصب الذي ما برح يقتل الأطفال والنساء والشيوخ على أرض فلسطين في وحشية لم تعرف الإنسانية لها مثيلاً. لقاؤنا اليوم هو تعبير عن اعتزازنا بما يسطره المقاومون البواسل على أرض فلسطين، والتزامًا منا بتقديم كل أشكال الدعم بالمؤازرة لهؤلاء الأبطال على أرض غزة العزة حتى تبقى فلسطين لنا».
أضاف: «على ضوء الدعم المادي والمعنوي غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية للكيان الصهيوني العنصري، نشدّد على ضرورة تكاتف كل الجهود لدعم أهلنا في غزة ونبدأ اليوم بالتحضير لأوسع مشاركة لمقاطعة داعمي الكيان الصهيوني على أمل تصعيد تحركاتنا وضغوطنا دعمًا للمقاومين على أرض فلسطين وصمودهم حتى النصر القريب بإذن الله في معركة المصير العربي».
وألقت كلمة اللقاء الدائم لمقاطعة داعمي الكيان الصهيوني رئيسة المركز اللبناني للعدالة الدكتورة عائشة يكن وقالت: «نحن لا ندّعي الأسبقية فقد سبقنا كثيرون منذ سنوات وربما عقود، وانطلقت حملات وتشكلت لجان ونظمت ندوات تدعو إلى المقاطعة ولا تزال، ولكن ما أردناه من هذا اللقاء هو توحيد الجهود وتكثيفها لتكون أكثر فعالية واستدامة».
وتابعت: لا يُخفى على أحد ما يمارسه الكيان الصهيوني، منذ نشأته، في فلسطين المحتلة، من جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي واستباحة لكل الحُرمات والمحرّمات وتجاوز للقوانين والأعراف الدولية، وذلك بدعم وتأييد وتمويل وتسليح من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى الدعم المادي الذي تقتطعه شركات أجنبية من أرباحها، ناهيك عن استثماراتها في الأراضي المحتلة وفروعها التي تشكل دعامة رئيسية لاقتصاد الكيان الصهيوني وجيشه. فالكيان الصهيوني يشكّل أحد أقوى الجيوش في العالم، حيث يتلقى أكثر من 3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويًا من الولايات المتحدة وحدها».
وقالت: «إزاء هذا الواقع الأليم والمفجع، بات لزاماً علينا، أن نجهد بكل الطرق الممكنة لنصرة أهلنا في غزة وفلسطين المحتلة لحين زوال الاحتلال. ومن الطرق السلمية التي استخدمت وتستخدم كموقف ضاغط على الكيان الصهيوني ومَن يدعمه هي «المقاطعة». والمقاطعة المقصودة هنا هي الامتناع الاختياريّ والمتعمّد عن استخدام أو شراء أو التعامل مع أي شخص أو منظمة صهيونية وأي شخص أو منظمة أو بلد يعلن دعمه للكيان الصهيوني. ويقتضي ذلك مقاطعة المنتجات والخدمات والعلاقات بشتى أنواعها مع تلك الجهات. ولكن نظراً لعدم التزام معظم الحكومات العربية والاسلامية بمقاطعة الكيان الصهيوني وداعميه، وانكفاء دور مكتب المقاطعة في جامعة الدول العربية، تقع على عاتق الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة ممارسة أبسط حقوقها في التعبير عن موقفها المناهض للاحتلال بمقاطعته ومقاطعة داعميه.
وإذ أوضحت أن “رؤية هذا اللقاء تتمثل في تحقيق المقاطعة المستدامة للكيان الصهيوني وداعميه لحين زوال الاحتلال”، أشارت الى أنه “يهدف إلى العمل على نشر ثقافة المقاطعة في المجتمع اللبناني وإحداث تغيير مجتمعيّ في مقاطعة الكيان الصهيوني وداعميه حتى تصبح هذه الثقافة منهج حياة دائم، وذلك من خلال الوسائل التالية على سبيل المثال لا الحصر: عقد الندوات التثقيفية والمؤتمرات، إقامة الدورات التدريبية وورش العمل والتركيز على الفئات الشبابية والطالبية، إعداد وإصدار النشرات الورقية والإلكترونية، إصدار البيانات والمواقف وإطلاق الحملات المؤيدة أو الشاجبة، التشبيك مع مختلف القطاعات والنقابات، زيارة الجهات الحكومية المعنية والمرجعيات السياسية والروحية، الدعوة إلى مظاهرات أو اعتصامات سلمية”.
وقالت: «مما لا شك فيه أن المقاطعة تحقق فوائد جمة نذكر منها: الخسارة الاقتصادية للشركات الداعمة للكيان، الضغط على صانعي القرارات السياسية نتيجة الخسائر المادية، انتعاش الاقتصاد الوطني نظراً لاستخدام البدائل الوطنية ودفعها نحو تحسين جودتها، تحصين الدولة أمام الأزمات نظراً للاكتفاء الذاتي، استنهاض الأمة وكسر شعورها بالهزيمة والعجز، المحافظة على قضية فلسطين حيّة في النفوس والتذكّر المستمر للعدو.
من هنا فإننا ندعو الجميع للانضمام إلى هذا اللقاء التأسيسي الموسّع الأوّل لنقف معاً سداً منيعاً في وجه داعمي الكيان الصهيوني، كما ندعو التجار الى التعاون مع هذا التحرك والمشاركة فيه من خلال توفير البدائل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فعدونا مشترك وهدفنا واحد وهو نصرة فلسطين».
ثم كانت كلمة رئيس مركز الدراسات والأبحاث في مؤسسة القدس الدولية الدكتور هشام يعقوب والذي دعا في كلمته، إلى “إطلاق طوفان المقاطعة بالتوازي مع طوفان المقاومة في غزة وكل فلسطين”، مؤكدًا أن “مقاطعة العدو الصهيوني وداعميه واجب ديني وإنساني وأخلاقي ووطني وقومي، وأنها بحاجة إلى نفس طويل، وعمل احترافي، وتنسيق متواصل، وحركة نشطة في التوعية والتثقيف والضغط”.
وأكد يعقوب أن «مسار المقاطعة مهم واستراتيجي لأنه يفشل مخطط التطبيع ودمج كيان الاحتلال الصهيوني بالمنطقة العربية والإسلامية، ويؤكد الموقف الأصيل الثابت لشعوب الأمة الرافضة لوجود هذا الكيان».
ثم كانت مداخلات لمسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عبد الناصر المصري وللدكتور عبد الملك سكرية رئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع، حامد زكريا ممثل التجمع المدني في عكار، ممثل تجمع علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج، الأستاذة نهلا الرياشي رئيسة جمعية رعاية اسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة، المحامي مهدي الدريعي رئيس التجمّع المهني للإصلاح والتنمية، الدكتور اياد عبيد، الاستاذ خالد عدس مسؤول اتحاد الشباب الوطني، الاستاذ مروان نجار ممثل جمعية اتحاد مزارعي الزيتون في الكورة، الاستاذ حلمي السيد رئيس جمعية عكار الأفق، الأستاذة نجاح بيروتي ممثلة الدكتور الشيخ أحمد الأمين عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، الأستاذة ربى شلق والأستاذة مريم طراد ممثلة جمعية الاتحاد الإسلامي.
وفي الختام، أجمع الحاضرون على ترك اجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة كل التطورات.