دبوس
هؤلاء المطبّعون والانتماء الكاذب
الأقنعة تتساقط، والوجوه الكالحة تسفر عن سحنتها القميئة، مجرد الحديث عن التطبيع، أيّ تطبيع، من قبل أيّ نظام يدّعي أنه نظام عربي معتنق للإسلام، بينما يقترف الكيان القاتل كلّ هذه الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، مجرد الحديث عن التطبيع، أيّ تطبيع، هو في أفضل حالات التوصيف، سقوط أخلاقي مدوٍّ، وفي واقع الحال، هو مشاركة معنوية وموضوعية في المجازر التي يرتكبها هذا الكيان المجرم، أما إرسال المؤن والمساعدات عبر الموانئ والطرق والدول التي تدّعي انها تمتّ بأيّ صلة إلى المنظومتين العربية والإسلامية، فهو انخراط بالمباشر وغير مباشر في مشروع إبادة الشعب الفلسطيني.
محامٍ فرنسي يشارك في التظاهرات المندّدة بجرائم الكيان الصهيوني قال انّ السكوت، مجرّد السكوت، من قبل بعض الأنظمة في العالم على ما يجري من مجازر واستئصال كلّي للشعب الفلسطيني في غزة هو مشاركة في الإبادة الجماعية، ثم أردف، حتى نحن الذين نخرج في الشوارع مطالبين بوقف الدعم العسكري والمادي والمعنوي والإعلامي للكيان الصهيوني العنصري، انْ لم ننجح في ثني هذه الأنظمة المتواطئة عن الاستمرار في تقديم يد العون لـ «إسرائيل» فإننا شيئاً فشيئاً سنصبح مشاركين ومتواطئين مع هذا الكيان!
لهذه الدرجة هؤلاء صادقون مع أنفسهم، هو ببساطة يقول إنْ لم تسفر كلّ هذه الاحتجاجات والتظاهرات والتنديدات في شوارع المدن الغربية، فلا فينا ولا في جهودنا، فهي جهود عالفاضي، لا تسمن ولا تغني من جوع، فهل نحن العرب والمسلمون صادقون مع أنفسنا؟ وأيّ هوّة لاأخلاقية أنزلنا أنفسنا طواعيةً فيها؟
التطبيع في كلّ الأحوال ودائماً هو سقوط أخلاقي مريع، والتطبيع والعدو المجرم يرتكب هذه الجرائم بحق شعبنا وأطفالنا ونسائنا، هو مشاركة في جريمة الإبادة الجماعية، لا يخامرني أدنى شكّ في ذلك…
سميح التايه