آخر الكلام
إلى زوجتي أوليڤيا في عيد ميلادها
يكتبها الياس عشّي
في ذكرى ميلادك أحصي الأيام التي عشتها معك، فإذا حصيلتها أفضل ما نملك: زياد وليال، وأسرة دافئة، وروابط اجتماعية حميمة، وبيت يتواصل مع الثقافة، ومع الناس الطيبين والعاديين، بيت آمن بقضية تساوي وجوده، فالبعض عمل وانخرط، والبعض كان يساند بأفكاره النيّرة ومواقفه الشجاعة، والسير في وقفات العزّ إلى النهاية.
ستبقين، يا زوجتي الحبيبة، الأجمل، والأنقى. كلمتان تليقان بعينيك اللتين ما زالتا تحملان بكاء الربيع، ودمعات الشاطئ السوري، بدءاً من الخراب مزرعةِ الحبّ، وانتهاءً بأعلى نجمة رقصت لنا على إيقاع قصيدة كتبتها لك:
أنت، يا سيدتي، خلاصةُ الأشياءِ الجميلهْ
ويوم التفت آدمُ ورآكِ
تغيّرت لهجة العصافيرْ…
صار يفهمها
وتغيّرت ألوان الفراشات…
صار يراها.
***
أنتِ، يا سيدتي، آخرُ ما ابتكره الله
يومَ أراد أن يرتاح…
وعندما اكتملتِ
وقبل أن يرتاحَ في
يومه السابع
اختار عينيك ووقّع لوحتَه بهما.
***
حبيبتي…
أينما تكوني تكنِ السماءْ
ما قيمةُ سماء
ليست عيناكِ من نجومها؟
***
حبيبتي…
أبعدي عينيك عن قهوتي
فقهوتي أحبّها
دون سكّر…