لماذا سفينة المطران كبوجي الإغاثية من طرابلس إلى غزة البطلة؟
معن بشور
ان تقرر اللجنة الدولية لإسناد غزة، ومؤسسة عامل الدولية، ولجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة والعديد من الشخصيات والهيئات ذات المهام الإنسانية والاجتماعية، ان يكون ميناء طرابلس اللبناني محطة لانطلاقها الى ميناء العريش المصري في أواخر شباط 2024، محملة بمواد غذائية وطبية واغاثية للأهل في غزة، وأن تطلق اسم مطران القدس في المنفى الراحل ايلاريون كبوجي على السفينة أمر متعدد الأسباب:
أولها: انّ على أهلنا الأبطال في غزة الذين يسطرون بصمودهم ومقاومتهم ملحمة تاريخية في حياة أمتنا والعالم أن يشعروا انهم ليسوا وحدهم، بل معهم عشرات الملايين من شرفاء الأمة وأحرار العالم الذين يتحركون تنديداً بالعدوان الوحشي الذي يقوم به العدو الصهيوني المدعوم أميركياً واطلسياً ودعوة لوقفه الفوري.
ثانيها: انّ إسناد أهل غزة بالمقاومة في ساحات لبنان واليمن والعراق وسورية هو جزء من إسنادهم على عدة جبهات، أبرزها الجبهة الغذائية والدوائية والإيوائية، والتي يمكن لأيّ مواطن ان يسهم في تأمينها ولو عبر تبرّعه بعلبة حليب أو كيلو من الطحين أو حبة دواء أو خيمة لإيواء النازحين، لكي تكون مواجهة العدوان إنسانية شاملة وليست محصورة بأهل غزة وعموم فلسطين.
ثالثها: انّ اختيار اسم المطران الراحل كبوجي لهذه السفينة بادرة وفاء تجاه مناضل كبير أمضى حياته بين سجون الاحتلال والمنفى البعيد من أجل فلسطين، وتأكيداً على إدراك المبادرين الى اطلاق السفينة (وجلّهم من أصدقاء المطران واخوانه ورفاقه في لبنان والوطن العربي والعالم)، كم كانت غزة تعني له، وكيف ركب البحر مرتين بهدف الوصول اليها كاسراً للحصار الصهيوني الجائر إحداهما من طرابلس في شباط/ فبراير 2009، ومن تركيا على متن سفينة مرمرة في حزيران/ يونيو عام 2010.
فإذا كان الموت قد حرمه اليوم من المشاركة في إطلاق سفينة الإسناد، فإنّ ذكراه باقية مع اسم السفينة الإغاثية المتوجهة الى أهل غزّة.
رابعها: انّ لبنان، رغم الظروف الحياتية لأبنائه والمقيمين فيه الصعبة جداً، يصرّ شعبه على القيام بواجباته القومية والإنسانية تجاه أبناء غزة الذين يواجهون حرب إبادة جماعية، مدركاً انه إذا كان مقاوموه الأبطال يقدمون الدم على طريق فلسطين، فإنّ أبناءه يقومون بواجبهم الإنساني في واحدة من أقسى الملاحم البشرية في غزة.
خامسها: انّ اختيار اسم المطران كبوجي لهذه السفينة هو تأكيد على الطابع الوطني والقومي والإنساني لهذه المبادرة، وأنّ القدس، بأقصاها وقيامتها حاضرة عبر مطرانها المناضل في هذه المبادرة، انّ الوحدة الوطنية والعربية والأممية هي السند الأكبر لأبطالنا في غزة وعموم فلسطين وأكناف فلسطين.
لهذه الأسباب يجري التحضير لملء السفينة بالمواد الإغاثية، ولهذه الأسباب يبادر أهل المروءة من شخصيات ومرجعيات وقوى وجمعيات ومواطنون بالقيام بكلّ جهد وكلّ تبرّع عينياً أو مادياً من أجل إنجاح هذه المبادرة بإذن الله…