توقيعُ مذكرة تفاهم زراعيّ بين العراق ولبنان واجتماعٌ موسَّعٌ مع الهيئات الاقتصاديّة للتعاون
استقبلَ رئيسُ الحكومة نجيب ميقاتي، أمس في السرايا الحكوميّة، وزير الزراعة العراقيّ عبّاس جبر العلي المالكي ووزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحاج حسن، لمناسبة توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في المجال الزراعيّ.
شارك في اللقاء القائم بأعمال السفارة العراقيّة أمين النصراوي وسفير لبنان في العراق علي حبحاب وأعضاء الوفدين العراقيّ واللبنانيّ. وأكّدَ ميقاتي «متانة العلاقات بين لبنان والعراق»، شاكراً لـ»العراق مساندته لبنان في كلّ الظروف». واعتبرَ أنّ «مذكرة التفاهم في المجال الزراعيّ تُشكّل فاتحةً لتعاون متجدِّد في كلّ المجالات»، مشدّداً على «أهميّة أن يشملَ هذا التعاون المجالات كافّة».
وفي ختام، اللقاء رعى رئيس الحكومة توقيع الاتفاق بين الوزيرين.
وكان المالكي التقى والوفد العراقيّ، رئيسَ مجلس النوّاب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامّة والعلاقات الثنائيّة ولاسيّما برنامج التعاون الزراعيّ بين لبنان والعراق.
بدوره، استقبلَ رئيس الهيئات الاقتصاديّة الوزير السابق محمد شقير في غرفة بيروت وجبل لبنان، الوفدَ العراقيّ والوزير الحاج حسن بحضورِ حشدٍ من الهيئات الاقتصاديّة ورؤساء النقابات الزراعيّة والاقتصاديّة.
وعُقد اجتماعٌ زراعيّ لبنانيّ – عراقيّ موسَّع بهدفِ بحث سُبل تنمية التعاون الزراعيّ الثنائيّ عبر زيادة التبادُل الزراعيّ وتسهيل انتقال المُنتجات وتبادُل المعلومات والخُبرات.
وشكرَ شقير دولة العراق قيادةً وشعباً «على كلّ ما قدّمته للبنان من مساعدات وهبات ووقوفها الى جانبه في عزّ الأزَمات وآخرها خلال زمن الانهيار الاقتصاديّ، وإمدادنا بالقمح والطحين والفيول وغير ذلك الكثير». وتوجه بالشكر للوزير الحاج حسن «على كلّ ما يقومُ به وعلى جهوده الجبّارة خدمةً للزارعة في لبنان».
وقال «كلّ مرّة نجتمعُ فيها مع الأشقاء العراقيين يكون ثالثنا الخير والفرص المفيدة والمجدية، لذلك فإن اجتماعنا اليوم يُشكّل فرصةً كبيرةً للبلدين، كونه يتعلّق بقطاع ذي قيمة مضافة عالية ولديه فرصٌ واعدة، وهو قطاع الزراعة والغذاء».
أضاف «على هذا الأساس، حرصتُ على دعوة المعنيين بالقطاع الزراعيّ بمختلف نشاطاته، وكذلك بالمعنيين بقطاع النقل، من أجل وضع تصور متكامل حول التعاون في المجال الزراعيّ وكيفيّة تسهيل التبادُل والإجراءات المطلوبة لإيصال المُنتجات بأفضل وسيلة إلى أسواق البلدين».
وتحدّثَ الحاج حسن، فأعرب عن سروره باستقبال الوفد العراقيّ، موضحاً أنّ «من أهداف هذه الزيارة التأسيس لبناء ثقة جديدة، كما أنّ هناك ضرورة لإعادة الثقة بيننا وبين أشقائنا، لأنّه لا يُمكن للبنان أن ينهضَ من دون الدول الشقيقة».
وأكّدَ أنّ «القطاعَ الخاص هو الوحيد القادر على تفعيل التعاون ونحن كقطاعٍ عام لدينا توجيه من القيادة العُليا بالانفتاح ولكن هذا الانفتاح يجب أن يكون متبادَلاً»، مشدّداً على أنّنا «نُريدُ أن نردَّ الجميلَ للعراق الذي أنار بلدنا وفتح يديه لنا»، لافتاً إلى «أنَّ كلّ الحكومة مع تعزيز هذه العلاقات المتينة التي تصبُّ في مصلحة الجميع».
أمّا الوزير المالكي، فشكرَ شقير على الاستقبال والحفاوة «التي تنمُّ عن علاقة أخوّة حقيقيّة ليست وليدة الظروف التي مررنا بها بل تعود للتاريخ، وأتت نتيجة التضحيات والمشتركات حيث بتنا توأماً إذ إنَّ كلّ الظروف التي مرّت علينا تكاد تكون مشترَكة بالتحدّيات (…)» وقال «نحنُ اليومَ كأشقّاء وإخوة وتربطنا علاقة وطيدة، يجبُ أن نواجه معاً هذه التحدّيات من خلال التواصل والتكاتف وتقوية العلاقات الاقتصاديّة».
ووجّه دعوة للحضور، إلى المشارَكة في المعرَض الزراعيّ السنويّ الذي يُقام في معرض بغداد الدوليّ، مؤكّداً استعداد بلاده للقيام بكلّ ما يلزم واتخاذ كلّ الإجراءات لتسهيل أمور اللبنانيين في العراق.