لوحات الفنان التشكيلي حسين النجار نابضة بتفاصيل الحياة / للخط العربي مساحته الاستثنائيّة في مرسمه وفلسطين القضية الأساس
عبير حمدان
يتجسّد إبداع الفنان التشكيلي حسين النجار من خلال الألوان النابضة بالحياة والحروف التي يخططها بتأنٍ وكأنها جزء من روحه وشخصيته لتأتي متقنة ومُبهِرة.
تحضر الطبيعة في لوحات النجار بكل تفاصيلها وحيويّتها وكذلك «البورتريه» التي تخالها نابضة وكأن الوجوه تخاطبك لتخبرك أنها ليست جماداً على القماش إنما شخوص مقربون يتصل حضورهم بالزمان والمكان على طول الأيام.
ويأخذ الخط العربي مساحة استثنائيّة في مرسمه مما يرسّخ وجوده كخطاط وليس كفنان يطوع الريشة على القماش بين الشروق والمغيب والخيول الأصيلة ومواسم الحصاد والقلاع والأماكن الأثرية التي لها رمزيّتها بالنسبة له.
ولا تغيب القضايا الإنسانية عن أعمال النجار بل هي من أولوياته كفرد من مجتمع مثقل بالهموم وقادر على التعبير عن وجع الناس من خلال اللوحة، حيث أن كلاً منّا يؤدي دوره من موقعه، وتبقى «فلسطين» القضية الأساس التي تلهمه فنراها قوية ومنتصرة في لوحاته رغم حجم الدمار وعمق الجراح لكونه يؤمن بأنه سيرسم نصرها قريباً.
يؤكد النجار أن ارتباطه بالفن التشكيلي بدأ معه بعمر الطفولة ويعتبر أن الموهبة أساسية لكن يجب أن تُصقل بالدراسة، فيقول: «تعلقت بالألوان منذ الصغر واخترت دراسة الديكور في المعهد ثم لاحقاً التحقت بكلية الفنون قسم رسم وتصوير، ومن جهتي أعتبر أن الفن التشكيلي موهبة، ولكن ما يحدد الهوية الفنية هو الدراسة لمعرفة التقنيات المطلوبة».
ويعتمد النجار الاسلوب الانطباعي بالإجمال، بحيث تهمه الدفة في التفاصيل، فيقول:» أميل الى الانطباعية في أعمالي، واعمل على إبراز التفاصيل بدقة وهذا يظهر عندي في «البروتريه»، وللطبيعة حصتها الكبيرة في لوحاتي، لكني ابتعد بعض الشيء على الفن التجريدي الذي تتداخل فيه الخطوط والألوان حسب رؤية كل فنان ربما لأني أحب تقديم فن بعيد عن التعقيد، ولكن هذا لا ينفي فرضية خوضي تجربة إنجاز عمل تجريدي يوماً ما».
ويرى النجار أن المعارض المشتركة حركة جيدة لجهة الانتشار، فيقول: «من الجيد أن يكون هناك نشاط فني متواصل على امتداد الوطن. وهذا ما يعزز من حضور الفنان وانتشاره، وبالنسبة لي أحبّ التواجد مع زملائي الفنانين شرط أن يكون موضوع المعرض ضمن العناوين الوطنية بما يخدم المجتمع ويقدّم رسالة انسانية جمالية وواقعية».
اما في ما يتصل بالنقد فيعتبره نوعاً من الاهتمام بأعمال الفنان خاصة إذا كان علمياً وبعيداً عن التجريح.
وحول الخط العربي يقول النجار: «يأخذ الخط العربي حيزا كبيراً من اهتمامي. وقد أميل الى التعقيد بعض الشيء ويفرحني استفسار الناس عن لوحات الخط العربي التي اشارك فيها سواء في المعارض أو عبر العالم الافتراضي».
ونسأله عن فلسطين التي تبرز بين مجموعته الفنية، فيقول: «فلسطين هي القضية المركزية ومن الطبيعي ان تكون حاضرة في ألواني وخطوطي، فهذه الأرض لنا مهما دمر العدو وارتكب المجازر. من هنا كانت لوحاتي التي أؤكد فيها على أن المقاومة قادرة على كسر القيد وما سيل الدماء إلى الطريق إلى التحرير والنصر، والقدس لنا وكل فلسطين ومن موقعنا كفنانين علينا الاضاءة على هذه القضية دوماً».
وحول إمكانية إقامة معرض فردي له، يقول: «مضى زمن على معرضي الفردي الأول، حيث لم تسمح الظروف أن أقيم أكثر من معرض ولكن النية موجودة واعمل على هذا الموضوع بشكل جدي، والى أن يكون لديّ معرضي الفردي تبقى لوحاتي حاضرة في كافة المعارض التي تقام في المناطق ولدي مشاركة قريبة الأسبوع المقبل في مدينة طرابلس».
ويختم النجار بالتأكيد أن وسائل الاعلام تلعب دوراً مهماً في مسيرة الفنان التشكيلي، متوجهاً بالشكر الى جريدة «البناء» بما تمثله من قيمة مهنية على اهتمامها بالأعمال الفنية الهادفة.