«البعث» يُقيم حفلَ تأبين حاشد لشقير في بعلبك بحضور وفد من «القوميّ»
زعيتر: هَمُّ حركة الموفَدين الدوليين أمن المستوطنين الصهاينة / حجازي: نعمل لإعادة إحياء تشكيل «قوات البعث» كفصيل مقاومة
أقام حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ في لبنان احتفالاً تأبينيّاً حاشداً في قاعة تمّوز في بعلبك، لمناسبة ذكرى أربعينيّة مدير “مركز باسل الأسد الثقافيّ الاجتماعيّ” في بعلبك، قائد “قوات البعث” سابقاً نعيم عبد الحسن شقير، بحضور وفد من الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ ضمّ عضويّ هيئة منفذيّة بعلبك رامز المتيني وفادي ياغي وأعضاء هيئة مديريّة بعلبك، وقيادات أمنية وعسكرية، وممثّلي الأحزاب اللبنانيّة الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة والفصائل الفلسطينيّة، وفاعليّات روحيّة وبلديّة واختياريّة وتربويّة واجتماعيّة.
حجازي
وبعد تقديم عريف الحفل المربيّ صبيح يونس نبذةً عن مناقبيّة ومسيرة الراحل، تحدّثَ الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكيّ في لبنان علي حجازي، مؤكّداً أنّ “من الضروريّ التذكير بجهاد ومقاومة رفيقنا أبي فراس، مع رفاقه في حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، في صفوف قوّات البعث التي قاومت وناضلت ونفّذت عمليّات قتاليّة واستشهاديّة، وكان للراحل بصمات أساسيّة فيها، ونحن وفاؤنا للراحل الكبير بإعادة إحياء تشكيل قوّات البعث كفصيل مقاومة في لبنان، وهذا ما كنّا أعلناه، وهذا ما سنعملُ في المرحلة المقبلة على تعزيزه وإيلائه الاهتمام الكبير، لأنّ في ظلّ ما نشهدُه في غزّة من جرائم صهيونيّة غير مسبوقة، لا بدَّ من أن تكون مسؤوليّتنا الأساس كأحزاب وطنيّة وعروبيّة وقوميّة وإسلاميّة، هي الاستعداد للمواجهة الكبرى التي ستؤدّي إلى نتيجة واحدة هي زوال هذا الكيان الإسرائيليّ الغاصب الذي لن يبقى في ظلّ وجود مقاومة حقيقيّة”.
واعتبرَ أنّ “الوفاء للراحل الكبير يكون من خلال وقوفنا إلى جانب سورية بشّار حافظ الأسد، سورية التي انتصرَت على الإرهاب، وكان لأبي فراس دائماً وأبداً الحرص الكبير على أن يكون سنداً لسورية ولجيشها في مواجهة هذا الإرهاب التكفيري الذي استهدف سورية وكان يستهدف كلّ المنطقة من دون استثناء”.
وتابع “أيضاً وفاؤنا لمن ناضلوا في حركات المقاومة يكون من خلال وقوفنا إلى جانب المقاومة في فلسطين التي انتصرَت والتي تسطرُ منذ 7 تشرين الأول أعظم انتصار، وتصنع تحوّلاً في تاريخ الصراع العربيّ الإسرائيليّ (…) ونحنُ نقولُ لقيادة هذه المقاومة إيّاكم والخضوع إلى ضغوطات، وإيّاكم والقبول بأقلّ من الشروط التي وضعتموها، وفي مقدّمها خروج الجيش الصهيونيّ من قطاع غزّة وإعادة الإعمار وفكّ الحصار وإخراج المعتقلين من السجون. ونحن نعلم أنكّم تتعرّضون لضغوط كبيرة، ولكنّنا نُدرك أنّ في هذه المقاومة قيادات لا يُمكن لها أن ترضخَ ولا يمكن لها أن تركع”.
وأضاف “وفاؤنا أيضاً لراحلنا الكبير هو بأن نكون إلى جانب المقاومة في لبنان بقيادة سماحة السيّد حسن نصرالله، وإلى جانبّ كل القوى المقاتلة اليوم في جنوب لبنان، لأنّه لولا هذه المقاومة كان محسوماً في حال حقق هؤلاء الصهاينة انتصاراً في غزّة، كان سيأتي الدور على لبنان”.
ورأى أنّ “الثابت والراسخ والأكيد أنّ الانتصار حاصل حاصل، وأنّ زوال هذا الكيان (الصهيونيّ) بات واقعاً من خلال ما جسّدته المقاومة من صبر وصمود طوال المرحلة الماضية”.
زعيتر
وألقى النائب غازي زعيتر كلمة “حركة أمل”، فقال “نلتقي في شهر شباط، شهر انتفاضة السادس منه التي انتشلَت لبنان من براثن العصر الإسرائيليّ، وشكّلت الحاضن الأساس لتطوّر مشروع المقاومة”.
وتابع “ما أحوجنا اليوم أبا فراس، لحضورك بيننا لترى رفاقك وإخوانك يقدّمون أغلى ما عندهم من أجل لبنان وفلسطين والمنطقة، شهادتهم ودماءهم الزكيّة ستكون عنواناً للنصر على عدوّ البشريّة والإنسانيّة إسرائيل”، مؤكّداً أنّ “حماية الجنوب تبقى على رأس الأولويّات حتى لا يصبح القلب والأطراف كلّها في دائرة الاستهداف. وعندما نحمي الجنوب نكون نحمي لبنان في كلّ بقاعه ومناطقه، من هذا الكيان الذي وصفه الإمام الصدر بأنه الشرّ المطلق، والتعامل معه حرام”. وأشارَ إلى أنَّ همَّ حركةِ الموفدين الدوليين، توفي الأمن للمستوطنين الصهاينة.
وشدّدَ على أن “لا ثبات ولا استقرار في هذا الإقليم إلاّ بثبات واستقرار سورية التي عملت قوى التحالف الصهيونيّ الإرهابيّ التكفيري على استهداف عناصر دورها وحضورها وعناوين قوتها التي هي قوّة العرب، سورية التي خاضت وتخوض بقيادة الرئيس الدكتور بشّار الأسد معركة الصمود وكسر الهجمة، وإعادة اللحمة والبناء، بالاستناد إلى الجيش السوريّ والشعب وقوى المقاومة، لتُعيد ترميم ما اهتزَّ وتخلخل في توازنات الإقليم التي شكّلت سورية حجر زاوية قوّته”.
وأعلنَ أنّ “من واجبنا الإسراع بترتيب الأوراق الوطنيّة اللبنانيّة، وأولها انتخاب رئيس للجمهوريّة انطلاقاً من حوارٍ وطنيّ دعا إليه دولة الرئيس نبيه برّي. وللبعض الذي ادّعى أن الرئيس برّي أقفل مجلس النوّاب، نقول هؤلاء لا يفقهون الدستور والقوانين، وكلامهم مجاف للحقيقه، والوقائع تؤكد عكس ذلك، فقد عقدَ الرئيس برّي 13 جلسة انتخاب، وكان لديهم مرشح أول وثانٍ وثالث، ونحن مرشحنا الوزير سليمان فرنجيّة، ودعوتنا الدائمة لهم هي الحوار”.
وبدوره تقدّم مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر بالتعازي باسم قيادة حزب الله، إلى عائلة الراحل وتحدّثَ عن مزايا الأخير.
وقال “بعد طوفان الأقصى شنّت إسرائيل حرباً ضروساً على الشعب الفلسطينيّ في غزّة وليس على المقاومة فقط، على كلّ الشعب الفلسطينيّ في غزّة والضفة الغربيّة، وشهدنا جميعاً ونشاهد على الشاشات حجم التدمير والقتل، دمروا كلّ شيء، البناء، الحجر، البنى التحتيّة، الأرض، وقتلوا البشر… الفلسطينيون اليوم ما بين شهيد وجريح وجائع في غزّة، هذا كلّه حصل، وبعض الأغبياء في بلدنا وفي العالم العربيّ ينظرون ويتساءلون كيف نتحدث عن انتصار بعد الذي يحصل في غزّة؟”.
وأضاف “نحن لا نعتب على هؤلاء لأنّ مثل هؤلاء تعوّدوا على الهزيمة والذلّ، والحذاء الإسرائيليّ على رقبتهم منذ ولادتهم إلى الآن. أما حقيقة الأمر فنحن نقرأ في النتائج أنّ غزّة انتصرَت. لا تُقاس الانتصارات بحجم التضحيات بل بحجم إفشال أهداف العدوّ، والعدو فشلت كلّ أهدافه في غزّة”.
واعتبرَ أنّ “الإسرائيليّ اليوم يحاول أن يغطّي بعضاً من هزيمته في غزّة، يُطلق شعارات أنّه سيُطلق حرباً على لبنان، في واقع الأمر هو عاجز أن يُعلن الحرب على لبنان، ولكن إذا ما فكّرَ بحماقة من هذا النوع سوف تُلقّنه المقاومة درساً لا يُمكن أن ينساه أبداً، وسنُصبح بإذن الله على مقربة كبير من زوال هذا الكيان من الوجود”.
وألقى رئيس جمعيّة “مركز باسل الأسد الثقافيّ” في بعلبك الدكتور عقيل برّو، كلمة قال فيها “غاب أبو فراس بالجسد، ولكنه الحاضر أبداً في قلوبنا وأفكارنا وفي كلّ تفاصيل جمعيّتنا، هو الحاضر في كلّ قرار وتخطيط، لقد مشينا معاً برؤية واضحة وثوابت مبنيّة على الأخوّة مع الشقيقة سورية، والإيمان بوحدة المصير”.
وألقى كلمة عائلة الفقيد نجله الدكتور فراس شقير فأشار إلى أنّ “هذا الحفل هو لتكريم رجل من المناضلين الصابرين والمضحّين، والعاملين في سبيل الحقّ. وإننا نشكر كل من واسانا وعزّانا ووقف إلى جانبنا في هذا المُصاب الأليم”.