بوصعب من عين التينة: رئيس الحكومة يتمادى في صلاحيّات رئيس الجمهوريّة
رأى نائب رئيس المجلس النيابيّ إلياس بو صعب «تمادياً كبيراً جدّاً من قبل رئيس الحكومة في ما يتعلّق بصلاحيّات رئيس الجمهوريّة، والأخطر منه الصلاحيّات التي بدأ يعتدي عليها وهي صلاحيات بعض الوزراء»، معتبراً أن هذا الأمر «هو استفزاز لشارع طويل عريض».
كلام بوصعب جاء بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أول من أمس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث وضعه بنتائج زيارته إلى الخارج فضلاً عن البحث في الأوضاع والمستجدات السياسيّة وشؤونٍ تشريعيّة. وقال بو صعب «طبيعيٌّ من بعد زيارتي أميركا وفرنسا وبريطانيا والاجتماعات التي كانت تحصل، أن آتي إلى دولة الرئيس برّي لوضعه في أجواء هذه الاجتماعات ولأخبره بعض الأمور المرتبطة بالوضع في الجنوب وبموضوع الانتخابات الرئاسيّة التي ناقشناها أثناء هذه الزيارة، ولكن بداية سأتحدث عن التطوّر الخطير الذي حصل اليوم (السبت)، لأول مرّة نشهد غارة للعدو الإسرائيليّ على منطقة خارج الجنوب، وهذا التطوّر خطير، ويجب ألاّ يمرّ من دون الكلام عنه والاعتراض عليه بشكل أساسيّ، لأنّه إذا استمررنا هكذا ستصبح التطوّرات أخطر وأوسع، مع أننا سعينا كلّ ما بوسعنا لإبعاد شبح الحرب، ولكن العدوّ الإسرائيليّ ليس لديه حدود، خصوصاً أنّه لا يستطيع أن يُفكّر بشكل صحيح بسبب الأزمة السياسيّة والعسكريّة التي يتخبطّ بها».
وأضاف “النقطة الثانية التي تكلمنا بها مع دولة الرئيس هي ضرورة السعي لإعادة الحركة بموضوع انتخاب رئيس للجمهوريّة لأنّه المخرج الأساس للأزمة السياسيّة التي نمرّ بها حاليّاً، كما تكلمنا عن زيارة سفراء اللجنة الخُماسيّة إلى دولة الرئيس ونتائج المباحثات التي حصلت، وفي الوقت نفسه ماذا يمكن أن نفعل لتحريك عقد تشاور أو تفاهم “سموهم مثلما تريدون” ولكن لا حلّ إلاّ السير بهذا الأمر للوصول إلى جلسات متتالية في المجلس النيابيّ لانتخاب رئيس للجمهورية”.
وتابع “لأنّ هذا الموضوع الأساس، ولماذا أصبح أهم أكثر وأكثر لأنّنا أصبحنا نرى تمادياً كبيراً جدّاً من قبل رئيس الحكومة في ما يتعلق بصلاحيّات رئيس الجمهوريّة، والأخطر منه الصلاحيّات التي بدأ يعتدي عليها، وهي صلاحيات بعض الوزراء، لماذا أقول بعض الوزراء لأنّه أكيد لا يتصرّف بالطريقة نفسها مع كلّ الوزراء، وكما سبق وقلت من المجلس النيابي وسألته لو كان الوزير (غازي) زعيتر هو وزير الدفاع هل كنتَ تصرّفت معه بهذه الطريقة؟ وأنا وقتها كنت أعرف لماذا قلت هكذا، واليوم وصلنا لهذه المشكلة، ويقول رئيس الحكومة بأنه لا يسعى لأخذ دور أحد مثلما سمعنا اليوم ونحن صدّقنا، ولكنه يرسل رسائل بإتجاه المرجعيات الدينيّة ليقول لهم أنا أقف على خاطركم ببعض الأمور، ولكنّه يقف على خاطرهم في بعض الأمور الثانوية، أمّا الأمور السياسيّة الأساسيّة مثل التعدّي على صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وبعض الوزراء طبعاً يُمعِن في موضوع التعدّي على هكذا صلاحيّات”.
ورأى “أن الذي يقوم به هو نسف لدستور الطائف، وهو سيتحمّل مسؤوليّته وهذه سابقة خطيرة ما سبق لأحد أن تصرّفَ مثلما يتصرّف رئيس الحكومة، وهذا استفزاز لشارع طويل عريض”.
ورداً على سؤال قال “أنا هنا وأتكلم من عين التينة. أنا سجّلتُ اعتراضاً عند الرئيس برّي، ولماذا قبل ووزراؤه أن يكونوا في هذه الحكومة وأن تؤخذ هكذا قرارات، وذكّرته على أساس أنّها حكومة تصريف أعمال وتهتمّ فقط بالشؤون الضيّقة من تصريف الأعمال، ولكن أصبحنا أمام جدول أعمال فضفاض، وهذه الحكومة كانت تقول وسمعنا من المرجعيات السياسية أنها لا تُعيِّن وفجأة صارت الحكومة “بدها تعيّن”، فكان عندي أسئلة وعتب وقلت للرئيس بري نتمنى عليك أن تكون الضامن في المستقبل، لأنّه في غياب رئيس الجمهوريّة و”السلبطة” التي تحصل على الصلاحيات، نُريدُ منكَ العمل لإيقافها وليس وزراءك أن يكونوا ويصوتوا ويسمحوا لهذا الشيء أن يحصل”.
واعتبرَ ردّاً على سؤال آخر، أنّ “من الطبيعيّ أن يكون هناك زيارة لوزير الخارجية الإيراني إلى بيروت مثلما نرى زيارات لكلّ وزراء الخارجيّة ولكلّ البلدان المعنيّة بالأزمة التي تحصل وبالمشاكل وبحرب غزّة تحديداً “.
كما استقبل رئيس المجلس حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري.