«نافذة ضـوء» مقالات عن الفلسفة السورية القومية الاجتماعية والصراع الفكري في الأدب السوري
يوسف المسمار
«نافذة ضوء» عنوان كتاب جديد أصدرته العام المنصرم في مناسبة عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، تضمّن الكتاب مقالات كُتبت ونشرت بالبرتغالية وتُرجِمت إلى العربية، ونشر قسم كبير منها في جريدة «البناء». وتناولت من خلالها التفكير السوري القومي الاجتماعي، والفلسفة السورية القومية الاجتماعية والصراع الفكري في الأدب السوري والعقلية السورية القومية الاجتماعية.
هذا الكتاب قدّمته هدية لكل قومي اجتماعي، في عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الذي أسسه العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده لينقذ الأمة السورية والعالم العربي من مقبرة الجهالة والتخلف والانحطاط والتخاذل الذي يعني الاحتضار الذي يعقبه الموت الأبدي.
سعاده استشعر واكتشف أن الأمة السورية وعالمها العربي هما بين الحياة والموت ولا يمكن تحقيق الإنقاذ الا بحركة صراع نهضوي هادف يحقق النهضة في سورية وجميع مجتمعات العالم العربي ويحقق وحدة الجبهة العربية لتكون سداً منيعاً في وجه مطامع الأعداء الذين تربّصوا بها على مدى مسار التاريخ الماضي، ولا يزالون يتربصون في الحاضر، ويخططون للقضاء عليها في المستقبل وجوداً مادياً وروحياً وتاريخياً وحضارياً وحياتياً ومصيرياً، ما جعل سعاده يُحمّل تلامذته وأعضاء الحزب عبئاً ثقيلاً لا يستطيع حمله الا أبناء الحياة البررة الأحرار الأعزاء الأقوياء الذين قال باسمهم وفعل: «نحن جماعة تحب الحياة وتحب الموت متى كان الموت طريقاً الى الحياة».
فشرّف الحياة بفكره وقوله وفعله وجهاده، وشرّف الموت في وقفة عزٍ صدّقها وختمها بدمه، فلم يعد الموت نهاية مسار ولم تعُد الحياة بداية نهار، بل امتزجت الحياة بالموت وتفاعل الموت بالحياة، وصارت البداية والنهاية تتلخصان بوقفة عـز، ولا يستقيم شرف الحياة وشرف الموت، ولا قيمة الحياة ولا قيمة الموت إلا بالعز الانساني الذي يجعل خالق الحياة والموت يرضى بخلق الإنسان ولا يندم، ويرضى بهبة العقل التي وهبها للإنسان ولا يغضب لأنه إلـهٌ عزيزٌ محبٌ رحيمٌ حكيمٌ عادلٌ جميل، ولم يخلق الانسان إلا ليحمده بالاقـتـداء به ويكون نهجه في الحياة على مثال خالقه عزيز محباً رحيماً حكيماً عادلاً جميلاً.
واليوم أهدي الكتاب الى أبطال غزة شهيدات وشهداءَ، نساءً ورجالاً، كباراً وأطفالاً الذين فعلت فيهم قوة الحياة فغيروا سير الأحداث وتخطوا الصمود والمقاومة بمهاجمتهم الباطل لاجتثاثه والقضاء عليه.
وإلى رفيقاتي ورفقائي والأصدقاء وأبناء ألأمة والعالم العربي وأبناء الإنسانية الأحرار علهم يجدون بعض بصيص نور في «نافذة الضوء» يطرد من أمامهم ظلمات القرون التي ما جلبت علينا وعلى الإنسانية ولن تجلب الا الخراب والتخلف والمصائب والنكبات والتقهقر الروحي والنفسي والفكري المتواصل، على أمل أن يلقى «نافذة ضوء» لدى القراء الارتياح والفائدة.