ثقافة وفنون

«صحافيون من أجل فلسطين» ارتباط الصوت والصورة والكلمة بإيقاع الميدان

القصيفي يوقع من اجل فلسطين
د. حياة الحريري

عبير حمدان

تبقى فلسطين القادرة على اختصار المشهد صوتاً وصورة وحرفاً معفر الأطراف لكنه ينبثق لغة صحيحة من رحم الأرض التي لا تموت، فلسطين البوصلة والخبر والجريدة والموقف ولها يشتعل الميدان ليكتب الكلمة الفصل بين الباطل والحق.
لا يختلف أيّ حرّ على أنّ الأهمية الأساس تتمثل بالميدان بحيث يرتسم النصر من فوهة البندقية، ولكن الى جانب السلاح المقاوم لا بدّ من جبهة إعلامية حاضرة بثبات وقوة لتوثق المشهد، ومنها ارتقى عدد كبير من الزملاء على طريق التحرير ومن نجا لوقت قصير حمل معه جراحه العميقة ليبقى مصراً على العودة والتصدي حتى يكتب العنوان الرئيسي الذي ينتظره الجميع وفيه يقول «فلسطين حرة من البحر الى النهر».
تتزايد عنجهية العدو الصهيوني الذي يراكم جرائمه في ظلّ غياب أيّ محاسبة دولية ورغم أنّ السردية «الاسرائيلية» سقطت بعد العدوان المستمر على غزة الذي لم يوفر الأطفال والشيوخ والنساء والمستشفيات والمدارس وحتى خيم النزوح الفلسطيني القسري لشعب سلبوه وطنه غصباً، رغم كلّ ذلك لم تُحرك المنظمات الإنسانية الدولية ولا المحاكم الجنائية والدول التي تدّعي أنها تصون الحريات وعمل على تصدير الديموقراطية ساكناً لمحاسبة الكيان المحتل على جرائمه المتمادية.
في نيسان 2022 تمّ تقديم دعوى ضدّ «اسرائيل» أمام المحكمة الجنائية الدولية من قبل الاتحاد الدولي للصحافيين وهذه الدعوى لم يتمّ تحريكها او النظر فيها لا بل زاد إجرام العدو ضدّ الإعلاميين والصحافيين والمصورين، من هنا يأتي إطلاق تجمع «صحافيون من أجل فلسطين»، برعاية وحضور وزير الإعلام زياد المكاري، لحملة تواقيع من بيروت والعالم العربي وصولاً الى العالم بهدف إحداث فرق وإيصال الصوت لتحريك هذه الدعوى وأي دعاوى مماثلة.

د. حياة الحريري
وتؤكد الدكتورة والباحثة حياة الحريري على دور الإعلام في هذا السياق، فتقول: «من الطبيعي أنّ الأهمية الكبرى والأساس هي للميدان ولكن بالنسبة لنا كإعلاميين وصحافيين نرى أنه من الممكن أن نساهم في تشكيل جبهة رافدة أو مساعدة إلى حدّ ما لهدف التغيير وإحداث فرق، حيث أنّ الاعلام كان ولا يزال يمثل جزءاً مهماً من المعركة والدليل ما رأيناه على مستوى العالم لدى الأجيال الشابة في أوروبا وأميركا، وهذا دليل على مدى تأثير الكلمة والدور الذي يؤدّيه الإعلام وبالتالي يكون داعم للميدان».
أضافت: «من هنا أتت الفكرة من موقعنا كصحافيين بأن نقوم بكلّ ما يمكن أن يزعج «إسرائيل» من خلال حملة إعلامية تؤسّس للوبي إعلامي عربي توصل الصوت كونه وللأسف الصوت العربي ضعيف، وبعدها نخرج الى العالم بحملة إعلامية واسعة تشكل ضغطاً على المحكمة الجنائية الدولية لتحريك الدعوى المرفوعة ضدّ الكيان المحتل».
وختمت قائلة: «فعلياً نحن تمكنا من ربح المعركة الإعلامية على مستوى العالم بحيث ظهرت السردية الفلسطينية الحقيقية بواقعيتها وهذا أدّى الى تحرك الشعوب في أوروبا وأميركا مع الإشارة إلى أنّ جزءاً من شعبنا العربي لم يبلغ هذا المستوى وهذا مؤسف لكن الأمل بوصول الصوت في نهاية المطاف كبير».

القصيفي
من جهته اعتبر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي أنّ المواجهة الاعلامية واجب، فقال: «نحن هنا اليوم بهدف الدعم المعنوي والأدبي لزملائنا وزميلاتنا في فلسطين المحتلة الذي يتعرّضون للتنكيل ويستشهدون على يد العدو الصهيوني الذي لا يقيم وزناً للمبادئ وللأعراف الإنسانية.
وأضعف الإيمان أن نكون موجودين مع الزملاء في وقفتهم ولقائهم هذا الذي يضيء على جرائم العدو ويعمل على مواجهتها بالكلمة والصورة والصوت وكلمة الحق في وجه الاجرام والقتل.
نحن من موقعنا وما نملكه من إمكانيات علينا الإضاءة على الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني وهذا واجب وطني وقومي وانساني».

دسوم
أما المحامي رمزي دسوم، عضو هيئة التنسيق في لقاء الأحزاب الوطنية، فقال: «هناك قضية مقامة أمام المحكمة الجنانية الدولية ضدّ العدو الصهيوني منذ نيسان 2022 من قبل تجمع «صحافيون من أجل فلسطين»، ولكن نحن نعلم أنّ العدو الاسرائيلي لا يفقه ولا يهمّه ما نقوم به من لقاءات واعتصامات وتواقيع مندّدة ورافضة، وبرأيي البكاء على الأطلال وإضاءة الشموع والصلوات وحدها لا تحرر الأرض، وحدها المقاومة القادرة على تحرير فلسطين، والميدان هو الذي سيقول كلمته في النهاية وهو الان يتكلم وبقوة.»
وأضاف: «نحن نقوم بما يميله علينا ضميرنا وأخلاقياتنا وأدبياتنا اتجاه فلسطين ولكن في النهاية البندقية هي التي تتكلم وللإعلام دوره الموازي كونه يظهر الصورة الى العالم».
وختم دسوم قائلاً: «برأيي اليوم المقاومة على مختلف أشكالها بدءاً بالميدان والكلمة والصورة اختصرت المسافة وبتنا أقرب الى فلسطين، لا بل أقرب من رفة العين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى