مأتمٌ وطنيٌّ حاشدٌ لشهداء مجزرة النبطيّة
صادق: نزدادُ قناعةً وتشبّثاً بخيار المقاومة سبيلاً وحيداً لصون وطننا وحفظ أمنهِ
مصطفى الحمود
بمأتمٍ وطنيٍّ وشعبيٍّ حاشدٍ، شيَّعَت النبطيّة شهداءَ المجزرة التي ارتكبها العدوّ “الإسرائيليّ” وارتقى خلالها 7 من عائلة حسين برجاوي بغارة استهدفت منزله في المدينة، وذلك تلبيةً لدعوة من حركة أمل، جمعية هونين الخيريّة، أهالي مدينة النبطيّة وبلدات النبطية الفوقا، السكسكيّة وعبّا.
مراسم التشييع الرسميّ انطلقت من بلدة عبّا إلى دير الزهراني حيث أقلَّت سيّارات الإسعاف التابعة لـ”كشّافة الرسالة الإسلاميّة” الجثامين وصولاً في موكبٍ سيّار إلى باحة النادي الحسينيّ لمدينة النبطيّة، وقد توّلت عناصر الدفاع في “كشّافة الرسالة الإسلاميّة” حملَ الجثامين التي لُفَّت بالأعلام اللبنانّية على أكفِّ المُسعفين على إيقاع لحن الشهادة الذي عزفته الفرقة الموسيقيّة التابعة للكشافة وصولاً إلى المنصّة الرئيسيّة حيث وُضِعت نعوش الشهداء وهم: حسين أحمد ضاهر برجاوي، زوجته أمل محمود عودة وابنتيهما أماني وزينب، فاطمة أحمد برجاوي، غدير عبّاس ترحيني ومحمود علي عامر.
وحضرَ التشييع عضو كتلة التنمية والتحرير النيابيّة النائب هاني قبيسي ممثّلاً رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النوّاب: أيوب حميّد، أمين شرّي، حسن عبد الرحيم مراد، أشرَف بيضون، ناصر جابر، قبلان قبلان، النائب السابق محمد برجاوي، الأمين العام لـ”التيّار الأسعدي” المحامي معن الأسعد وقيادات من حزب الله وحركة أمل وممثّلون عن الأحزاب والقوى السياسيّة وفاعليّات بلديّة واختياريّة واجتماعيّة واقتصادية وكشفيّة ووفود من مختلف المناطق.
وألقى مفتي وإمام مدينة النبطيّة الشيخ عبد الحسين صادق كلمة قال فيها “إنَّ امتزاج الدمّ على ثرى الجنوب بين المدنيّين الصامدين والمقاومين الأبطال بجناحيهم العزيزين أمل وحزب الله يؤكّد التحام شعبنا وقوانا مع ثقافة المقاومة وإيمانه بها واحتضانهِ لها، كما يؤكّد أنَّ المقاومة هويّةٌ وعقيدةٌ وقناعةٌ متجذّرة، وليست فصيلاً أو حالةً أو فريقاً يسهُلُ عزلُه أو هزيمتُه”.
وأشارَ إلى “أنّ الدمَ البريء الزكيّ الذي أريق ظلماً وعدواناً وهمجيةً بالأمس في النبطيّة في منزلٍ آمنٍ يضمُّ أباً و خمسَ نساءٍ وطفلين في عمر الرياحين، هو فعلٌ يُضيف إلى سجلِّ العدوّ الخالي إلاّ من الإجرام و المجازر، وصمةً جديدةً ويُثبت تعمّدهُ وإمعانهُ في سحق كلّ المعاني الإنسانيّة والمواثيق والشرائع الدوليّة، فلا غروَ حيال هذا الإجرام الصهيونيّ المتمادي على أهلنا و حرب الإبادة التي يمارسها في غزة، أن نزدادَ قناعةً و تشبّثاً بخيار المقاومة سبيلاً وحيداً لصون وطننا وحفظ أمنهِ وتعزيز قوّتهِ ولجم العدوّ الصهيونيّ عن مزيدٍ من المجازر التي يقترفها اليومَ وفي المستقبل”.
وأكّد “أنَّ استجابةَ مقاومتنا لاستغاثة أهلنا في غزّة بالحكمة والشجاعة والبصيرة التي مارستها، تأتي من جهةٍ، منسجمةً بوضوح مع قيَمنا الدينيّة وآدابنا الاجتماعيّة والأخلاق الإنسانيّة في التعاطف مع المظلوم، وتُبرِزُ من جهة أخرى، جهوزيّة المقاومة وشعب الجنوب لمواجهة أيّ اعتداء محتملٍ على أرض الوطن وترابه ولا يَخفى على أحدٍ أطماع العدوّ في أرضهِ ومياهه، وأجزاءٌ منها ما زالت تحت سيطرته، تفضحُ هذه الأطماع، وهو ما يجدُر بكلّ اللبنانيين الذين تهمّهم سلامة لبنان وسيادته التنبّه إليه. تفضحها توراتهم المزيّفة (تحديداً سِفر التثنية الإصحاح الحادي عشر) الذي يُدخل لبنان نصّاً في خارطة دولتهم المزعومة”.
بعد ذلك أمَّ صادق الصلاةَ على الجثامين، لتُنقل بعدَها وتُوارى في بلدتيّ النبطيّة الفوقا والسكسكيّة.