التقى أعضاءَ «المؤتمر القوميّ العربيّ» في لبنان / صباحي: الأمّة تعيشُ أحدَ أهمّ مفاصل تاريخها ونحن شريكٌ أساسيٌّ في المقاومة
رأى الأمين العام لـ”لمؤتمر القوميّ العربيّ حمدين صباحي خلال اجتماعه بأعضاء المؤتمر أول من أمس في “دار الندوة” حضره عدد كبير من الأعضاء، وأداره نائب الأمين العام للمؤتمر د. ماهر الطاهر، أنّه إذا كانت للعروبة معنى اليوم فهو فلسطين، وإذا كان لفلسطين معنى اليوم فهو المقاومة”، معتبراً أنّ الأمّة “تعيشُ اليومَ في واحدة من أهم مفاصل تاريخها، فقد حصلت على نصر هو في رأيي الأعزّ والأكثر أثَراً على مدار صراعنا العربيّ – الصهيونيّ، وهو نصر “طوفان الأقصى” والسؤال المهمّ الآن هو كيف نُحصّن هذا النصر، ولا يتعرّض، كما انتصارات سابقة للتجويف، أو أن يتمَّ احتواءَه”.
وقال “من هنا أعتقد أنّ حديث جزء من النخبة صاحبة الموقف والرأي والجهات التي نُمثّلها ينبغي أن ينصبَّ على موضوعٍ مقتضَب هو عن معاني هذا النصر، وتقديم اقتراحات لتفعيل الدور الشعبيّ العربيّ، خصوصاً وكما قلنا دائماً، إنّ المؤتمر القوميّ العربيّ لا يعتبر نفسَه داعماً أو ناصراً وإنّما شريكاً أصيلاً في المقاومة، باعتبار أنّ المقاومة هي الطريق لتحقيق النصر ومقصدها الأعزّ تحرير فلسطين”.
وأضاف “نحنُ مطالَبون على ضوء فهمنا لهذه المرحلة وأهميّتها أن نُفعّل ونوسّع أكثر مدى التأثير الشعبيّ مع المقاومة، وأن نلعبَ الدورَ المتمِّم لكلّ عمليّة مقاومة، فالتاريخ لم يشهدْ مقاومةً مختزلةً في الذين يحملون السلاح في حال القتال بالأسلحة المباشرة، لأنَّ كلّ مقاومة في التاريخ كانت تعبيراً عن رؤية وفكر ونهج وخطاب وثقافة سائدة وإستراتيجيّة عمل وحراك شعبيّ ثم ذروة كلّ هذا هو القتال بالسلاح. وإذا فرغَ القتالُ من أرضيّته أو عمقه أو حاضنته الشعبيّة فهو لا يستطيع أن يُكمل مهامَه”.
وأكّدَ أنّنا أمامَ إنجازٍ عظيم لـ”حماس” و”الجهاد” وفصائل المقاومة في غزّة، وصمود عظيم وأسطوريّ لشعبنا في غزّة غير مسبوق على الإطلاق، وأمامَ حضورٍ عظيمٍ فاعلٍ مؤثّرٍ لجبهات مشاركة في لبنان حزب الله، وفي اليمن الذي يتجلّى الآن حضوره كشعب وجيش وأنصار الله وأثره العالميّ في ضرب سفن العدوّ الصهيونيّ وداعميها، وللمقاومة في العراق، في حالة شعبيّة واسعة موجودة في العالم العربيّ غير مسبوقة “في استرداد ألَقِ فلسطين في الضمائر وفي الوعيّ العربيّ، وغير مسبوقة في كفاءة المقاطعة كإحدى آليّات المقاومة، الآن المقاطعة يقودها أطفالُ العرب قبل كبارهم ولهذا معنى عظيم، ونحن منذ عقدة “كمب ديفيد” بداية المسار المهين للعدوّ الصهيونيّ والتصالح معه كلّ خطاب ومفاهيم ورؤى وثقافة المقاومة حوصرت، وكلّ ثقافة الاستسلام تحت عناوين أجمل من تعابير الاستسلام التي سادَت وانتشرَت، والآن تستعيد المقاومة هذا الحضور كما تستعيد المقاطعة، هذا الوهج الذي صنع “طوفان الأقصى” فيه نقلة نوعيّة وعلينا العمل للإجابة على سؤال كيف يُمكن أن نُحافظ عليها ونعمّقها ونحميها أيضاً”.
وأردفَ “ممّا نعلمُ أنَّ أميركا هي ليست شريكاً وداعماً فقط، بل قد تكون مديرَ العدوان على غزّة وحامياً أصليّاً لكلّ المخطّطات القديمة لهذا المشروع الصهيونيّ منذ وُلِد، وفي تفريغ غزّة من أهلها وفي فرض تصوّرهم عن دولة الاحتلال”.
وأضاف “أقولُ دائماً إنّ الشعب العربيّ ليس موضع حكم المثقف العربيّ، الشعب العربيّ ليس محلّ أن يُعطيه المثقف العربيّ شهادة أو يحرمه منها، لكنّ الذي ينبغي أن يكون محلَّ تقييم هو المثقف العربيّ والنخب العربيّة والأحزاب والهيئات ومنها المؤتمر القوميّ العربيّ”.
وختاماً وجّه صباحي التحيّة إلى الحاضرين من أعضاء “المؤتمر القوميّ العربيّ” في لبنان من أهل لبنان ورأى “أهميّة أن تكون الجلسة مفتوحة وتكون فرصةً لأن نسمع بعضنا البعض، خصوصاً أنّنا عندما نتحدّث عن لبنان المقاوِم، فنحن نُعبّر عن إكبار لحزب الله لموقفه وشهدائه ونضاله، وأنّه من الملائم أن نستمع لصوت المقاومة في لبنان، كما لصوت المقاومة الفلسطينيّة التي تخوضُ هذه المعركة الكبرى المشرِّفة”.