دبوس
الوحش الماثل أمامنا هذه المرة
لكأني بالوحش الذي قتل 115 مليون هندي أحمر من السكان الاصليين للقارة الأميركية، وأصحاب الأرض الشرعيين بعد ان سرق أرضهم بحجة أنها أيضاً أرض الميعاد، أو لنقل نكتة أرض الميعاد، والتي على أساسها طفق الوحش الأنغلوساكسوني ومن بعده الصهيوني يقتل الناس ويوغل في دمائهم ويبيدهم بصورة جماعية كيما يرضخوا الأرض لجبروتهم ولمطامعهم التي لا تنتهي، فلم يتوقف حتى سيطر على ما يربو على 40% من اليابسة، بالرغم من أنه لا يشكل أكثر من 6% من سكان الأرض.
ثم جاء دور أستراليا بعد ذلك حيث أبيد كلّ سكانها عن بكرة أبيهم، وأطلق عليها اسم أستراليا البيضاء.
ثم اندفع يستعبد الأفارقة، فقتل خلال رحلة الاستعباد والاستجلاب للسود من أفريقيا أكثر من 50 مليوناً.
هذا الوحش الذي لا يرعوي من سفك الدماء، لم يكتف بتقديم كلّ أنواع الدعم المادي والمعنوي والتسليحي والمالي للكيان الصهيوني خلال الأشهر ونصف الشهر الفائتة، والتي أوغل فيها الصهيوني في دماء الأبرياء من ابناء فلسطين في غزة، بل إنه توّج هذا الانحياز المطلق للقاتل ولارتكابه مزيداً من الجرائم الإبادية الجماعية بالتصويت في مجلس الأمن ضدّ مشروع قرار مقدّم من الجزائر للوقف الفوري لإطلاق النار، وبالتالي الوقف الفوري للإبادة الجماعية لشعبنا في غزة، في رسالة واضحة لا التباس فيها، بالذات لأولئك الذين ما زالوا يحتفظون بأوشج العلائق وأقواها مع هذه الدولة التي لا تعرف معنىً للأخلاق وللعدالة ولحقوق الإنسان!
لقد انكشف كلّ شيء، وتبدّى ذلك الوجه البالغ البشاعة لهذه الإمبراطورية الشريرة، لا يوجد أيّ معنىً آخر لممارسة حق النقض الڤيتو ضدّ مشروع لوقف إطلاق النار، سوى إعطاء الضوء الأخضر للكيان المجرم لكي يقتل المزيد من الأطفال والنساء، ويسوّي بالأرض كلّ ما هو فوق الأرض، وإحالة القطاع الى منطقة جغرافية لا تصلح للحياة، لمحاولة تهجير المليونين وثلاثمائة ألف غزّيّ الى دياسبورا جديدة، مع كلّ ما يواكب ذلك من آلام ومعاناة…
هذه هي الولايات المتحدة الأميركية، ليس كما وردت في روايات التاريخ وقصص الشعوب التي ابتليت بجحيمها ونيرانها وأدوات التقتيل والإبادة التي تمتلكها، بل هذه الولايات المتحدة الأميركية كما نراها بالعين المجردة، أمام سمعنا وبصرنا، وبدون رتوش وبدون إضافات او انتقاصات، الوحش برمّته يمارس توحشه بالملموس والمباشر أمام أعيننا وبدون مواربة، فمتى نستيقظ يقظةً واحدة ونضع حداً لتوحشه لأنه لا يوجد أحد قد يكون في مبعدٍ عن بطشه وجبروته ورغبته في سفك الدماء.
سميح التايه