فلسطين تشارك في معرض الكتاب الدولي في هافانا
شاركت دولة فلسطين، في معرض الكتاب الدولي، في العاصمة الكوبية هافانا، إذ غطت برامج المعرض وفعاليته جوانب متعددة من الواقع الفلسطيني، خاصة الإبادة الجماعية، والتدمير الواسع في قطاع غزة والضفة.
جاء ذلك بحضور سفير دولة فلسطين لدى جمهورية كوبا أكرم سمحان، والأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني، ومستشار رئيس المجلس الوطني لشؤون أميركا اللاتينية السفير عبد الناصر عطا، والشاعر الكولومبي الكبير أليكس بوسيدس مدير بيت الشعر الكوبي وتيتو ألفارادو (كندا)، والرئيس الفخري للمشروع الثقافي الجنوبي، وجمهرة من المثقفين العالميين والكوبيين، فيما تحلّ البرازيل ضيف شرف على المعرض، وكان الاهتمام بفلسطين قضية وإنساناً وثقافة ملحوظة وملموسة.
وافتُتح المعرض في باحة لوس لوريليس في القلعة التاريخية القديمة، وسط اهتمام ثقافي كبير بجمهورية كوبا، وحضور كل المستويات الرسمية والشعبية في كوبا المناصرة للقضية الفلسطينية، وانطلق المعرض بمهرجان الشعر الدولي “كلمة العالم” تكريماً ودعماً لفلسطين التي تتعرض لحرب وحشية وإبادة جماعية في غزة.
وأكد سمحان متانة العلاقات الفلسطينية الكوبية على مدار عقود النضال الوطني الفلسطيني، ودعم كوبا الرسمي والشعبي لشعبنا، ووقوفها مع عدالة قضيتنا خاصة في هذه المرحلة المعقدة والمفصلية أمام التدمير والقتل الوحشي الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة بما فيها القدس.
وأشار إلى أن كوبا أثبتت من خلال دعمها اللامحدود لفلسطين، أنها رأس حربة في إسقاط العنجهية الأميركية الداعمة للإجرام الإسرائيلي.
ودعا سمحان إلى دعم شعبنا في قطاع غزة في ظل الواقع المقيت الذي فرضه الاحتلال، مؤكداً رفض شعبنا للتهجير، ومشدداً على ضرورة وقف العدوان وإنقاذ أهل غزة من الإبادة الجماعية أمام صمت العالم.
بدوره، أشاد السوداني، بالموقف الكوبي المتقدم في دعم شعبنا، مثمناً موقف الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الذي تصدّر تظاهرات التضامن والدعم لفلسطين وغزة مطالباً بوقف العدوان ودعم شعبنا المحاصر في غزة.
ولفت إلى أن فعاليات المعرض في هافانا وحضور المثقفين والشعراء والفنانين ومشاركة دور النشر والمستويات الرسمية والشعبية، دليل واضح على مناصرة قضيتنا، فيما أن مشاركة فلسطين في المشهد الثقافي الكوبي ثابتة وتاريخية، ولأنها كوبا فقد كانت فلسطين أم الاهتمامات، وشغل الكوبيين الشاغل خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي دفع فيه المشهد الثقافي الفلسطيني أثمانًا باهظة منها استشهاد ٤٥ كاتباً وكاتبة في غزة من بينهم الشاعر الشهيد سليم النفار وأسرته الذين قضوا وما يزالون تحت الركام حتى يومنا هذا الذي مر على استشهادهم أكثر من شهرين.
وقال: رغم وحشـــية الاحتلال سيـبقى الكاتـب الفلسطيني رأس سـهم فـي مياديـن المواجـهة حتى بـزوغ شــمس حرية فلســطين، وما يقــوم بــه كتـاب غـزة تحـت سـقـف النار والدمــار هـو توثــيق للمجـازر ودفـاع عـن حــق شعــبنا في الحـياة لكشـف الوجـه البشع للاحـتلال، وهـم يصمدون رغـم الجوع والنزوح والبـرد، ويواصـلون ثباتـهم وإبداعـهم وهـم بلا مـأوى أو أي دعـم إلا أقلامـهم الحـرة والمقـاوِمـة.
وشكر السوداني، جمهورية كوبا شعبًا وقيادة على مواقفها المشرّفة والثابتة بدعمها للقضية الفلسطينية، وتمنّى النجاح لمعرض الكتاب في هافانا الذي خصص العديد من الفعاليات من أجل فلسطين، وطباعة أعمال الشاعر الراحل محمود درويش، وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال، والمطالبة بمواصلة دعم شعبنا وإسناده من خلال الثقافة والسياسة والفعل الجماهيري.
من جانبه، ثمن السفير عطا دور كوبا الداعم للقضية الفلسطينية، في ظل المذبحة البشعة التي فتحتها عقول إجرامية إسرائيلية لا تعترف للإنسانية بحقوقها، فقامت بأبشع مجزرة تُرتكب في العصر الحديث في شواهد دموية يومية تمارس في قطاع غزة والضفة.
وأشاد بموقف وزارة الخارجية الكوبية، لمشاركتها في الرأي الاستشاري في جلسة استماع المحكمة الدولية في لاهاي، في الفترة ما بين 19 إلى 26 من الشهر الحالي، كجزء من العملية التي طلبتها الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان (الاستيطان الإسرائيلي والممارسات التي تمس حقوق الشعب الفلسطيني)
وأثنى عطا على مواقف المثقفين والفنانين الكوبيين المنسجم تماماً مع نصرة شعبنا، والدفاع عن حقوقه.
ودعا الشاعر أليكس باوسيدس، إلى وجوب الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والانتصار لحقوقه، والتصدي معه لأبشع جريمة يرتكبها الاحتلال بحقه، وما يرتكبه من إبادة جماعية تستوجب الوقوف إلى جانب شعبنا، وفضح جرائمه المستنكرة إنسانياً.
وأكد أن الأصوات الشعرية الحاضرة والداعمة لفلسطين دليل واضح على أن كوبا تقف في صف فلسطين، ورفضهم الصريح لحرب الإبادة والتطهير الإجرامي في غزة، ومواصلة دعم فلسطين قضية وشعباً، والعمل على تعرية الجرائم الإسرائيلية.
ودعا الرئيس الفخري للمشروع الثقافي الجنوبي تيتو ألفارادو إلى ضرورة وقف المجازر في غزة والانتصار لشعبنا لنيل حقوقه، مطالباً المثقفين والكتاب والشعراء أن يرفعوا صوتهم لنصرة فلسطين.
وشارك العديد من شعراء العالم في فعاليات المعرض منهم شعراء من إيطاليا، والمكسيك، وإسبانيا وكوبا والبرازيل وغيرها، بقصائد داعمة للقضية الفلسطينية، ورافضة للجرائم الإسرائيلية، وحرب الإبادة في قطاع غزة.