واشنطن تتحدث عن تبدل صيني روسي نحو اليمن
تسببت المواقف الروسية الصينية السلبية تجاه الملف اليمني خلال السنوات الماضية بارتباك في صفوف جبهة المواجهة مع مشروع الهيمنة الأميركية على العالم، وإن كانت العلاقات بين قوى محور المقاومة وروسيا والصين قد نجحت باحتواء هذا الارتباك والتباين، فإن المستوى الشعبي الداعم لقوى المقاومة كان يتساءل دائماً عن مصداقية روسيا والصين في المواجهة مع مشروع الهيمنة الأميركية، بينما تشارك موسكو وبكين بقرارات تصدر عن مجلس الأمن تدين أنصار الله، بينما لم يكن المطلوب إعلان دعمهم في مواجهة الحرب المفتوحة ضد بلدهم، بقدر الإصرار على أن الحل يجب أن يكون سياسياً.
كانت الأعذار الروسية والصينية تتصل بعاملين، الأول هو أن الشرعية الدستورية اليمنية ليست في صف أنصار الله، وأن طعنهم بشرعية السلطة المعترف بها عربياً ودولياً لا يغير من ذلك، والثاني أن العلاقات الروسية والصينية بدول الخليج وخصوصاً السعودية والإمارات لا تتحمل تداعيات موقف مخالف من حرب اليمن، خصوصاً الاتصال بين الحرب في بعض وجوهها وتهديد أنصار الله استقرار سوق الطاقة وأمن هذا السوق.
بعد الحرب العدوانية الوحشيّة التي تخوضها واشنطن وتل أبيب على غزة وموقف أنصار الله المساند لوقف العدوان عبر الضغط على حركة التجارة في البحر الأحمر، كان موقف روسيا والصين بعدم تعطيل قرار أممي يدين إجراءات أنصار الله غير مفهوم، خصوصاً أن السعودية أعلنت رفض المشاركة في الحلف الذي دعت إليه واشنطن تحت عنوان مواجهة أنصار الله في البحر الأحمر. وقالت السعودية إن الحل بوقف الحرب على غزة وليس في عسكرة البحر الأحمر، لكن قيام موسكو وبكين بإدانة الغارات الأميركية والبريطانية على اليمن وتأكيدهما على أن الحل يجب أن يكون سياسياً، خصوصاً أن العلاقة واضحة بين ما يجري في البحر الأحمر والحرب على غزة، خفف من مرارة تأييد القرار الصادر عن مجلس الأمن بإدانة أنصار الله ولو بالامتناع الروسي الصيني.
بالأمس صرّح نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي روبرت وود بأن الإدارة الأميركية تعمل على إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن يهدف إلى إدانة إجراءات أنصار الله في البحر الأحمر. وقال: «للأسف هناك معارضة من روسيا والصين للجهود التي تسعى لإدانة ما يفعله الحوثيون في البحر الأحمر».
هذا الكلام يثير التفاؤل بتبدل صيني روسي نابع من معايير مبدئيّة يتوقع من روسيا والصين توسيع نطاق الاحتكام إليها في الحرب على غزة وتداعياتها، خصوصاً ما يجري في البحر الأحمر.
التعليق السياسي