مقالات وآراء

فوائد التبن والشعير… من المحيط إلى الخليج!

‬ حمزة البشتاوي

ينتشر الجوع بشكل مخيف في غزة وشمالها الذي يضمّ جباليا ومخيمها، وبيت لاهيا وبيت حانون، ويسكنه قرابة الـ 700 ألف إنسان فلسطيني، وبسبب فقدان الطحين والأرز والماء. تزايدت حالات الوفاة نتيجة الجوع، واضطر الأهالي لطحن وخلط أعلاف الحيوانات وخاصة التبن والشعير لصناعة الرغيف، إضافة لطهي الأعشاب الموسمية وخاصة الخبيزة، لمواجهة ما يتعرّضون له من إبادة صامتة وتجويع، في ظلّ شحّ المساعدات التي لا يدخل منها سوى 1% من الاحتياجات، وفي حال وصلت شاحنات المساعدات فإنها تتحوّل إلى مصائد قنص واغتيال للناس.
وقد أصبح أهالي غزة في ظلّ الصمت العربي الحالك، من المحيط إلى الخليج، يتقاسمون مع الحمير وباقي الحيوانات طعامهم، وتحوّل التبن والشعير إلى مادة غذائية أساسية في ظروفهم الراهنة.
ويتمنى أهالي غزة من الجماهير العريضة والنحيفة أن لا يبخلوا عليهم بمتابعة أوضاعهم، وأن يعذروهم لعدم قدرتهم على متابعة دراما وليالي شهر رمضان على الشاشات العربية، مع تمنياتهم بأن يستفيد الجميع من تجربتهم وخاصة الأنظمة العربية التي لم تتحرك لرفع مأساة الجوع الفتاك، وهذا يعني أنها موافقة على أكل التبن والشعير، وهذه الموافقة تتطلب منها ما يلي:
1 ـ اعتبار التبن والشعير، وجبة يومية رئيسية لمن قبل من الحكام بأن يتناول أطفال غزة بقسوة هذا الطعام.
2 ـ قيام وزراء الصحة العرب شخصياً، بتقديم برنامج (طبق اليوم) طيلة شهر رمضان المبارك، على أن تكون الوجبة الوحيدة المطروحة يومياً على الجماهير هي التبن والشعير، مع الحديث عن فوائدها الغذائية، وما تحتويه من معادن ونفط ومواد خام، وأن يقوموا بشراهة واضحة بتناول التبن والشعير على الهواء مباشرة دون أيّ تذمر أو نهيق.
3 ـ التحرك العاجل من قبل وزراء الأوقاف، وإعطاء تعليماتهم لخطباء المساجد للحديث عن التبن والشعير وخيرهم الوفير، والطلب من فرق الإنشاد إقامة الاحتفالات، وضرب الدفوف عالياً في مدح التبن والشعير.
4 ـ التحرك العاجل من قبل وزراء الإعلام، والقيام بحملة إعلامية واسعة للترويج للتبن والشعير، وفوائدهما للشعوب التي تجهل الحقيقة، وطبيعة دورها المصيري والحيوي في متابعة مسلسلات شهر رمضان، خاصة على قنوات المواعظ الحسنة والترفيه وحرية التعبير.
5 ـ الإعلان الفوري من قبل وزراء الشؤون الاجتماعية عن عقد مؤتمر موسع للتعاون المشترك، وتأسيس المراكز والنوادي والجمعيات، والتفكير بإنشاء دور رعاية خاصة لمن قد يتحوّلون إلى مدمنين على التبن والشعير.
6 ـ تكليف وزراء التربية بإضافة فصل دراسي كامل في مادة العلوم، عن فوائد أكل التبن والشعير، على أن يبدأ تدريس هذا الفصل من الصف الأول حتى الجامعة.
وبذلك تكون الأنظمة والحكومات التي لا تتحرك إلا كساعي بريد، قد وقفت مع أهالي غزة الذين يعانون من النقص الحاد في الغذاء والماء الصالح للشرب، وقد دفعهم الجوع الذي يفتك بهم لتناول التبن والشعير، وهم الآن بانتظار ردّ صريح من هذا العالم ومن ضمنه الصامتون من المحيط إلى الخليج الذين يتمنّى لهم أهالي غزة الصائمين قسراً قبل دخول شهر رمضان، صياما ًمقبولاً وإفطاراً شهياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى