غانتس في واشنطن للتآمر على نتنياهو… واستكشاف حدود الاستعداد الأميركيّ / مجازر المساعدات مستمرة… وسكان غزة: لا الإنزالات الجوية ولا بديل عن رفح / إشارات إيجابية من اجتماع الفصائل في موسكو… وتضارب في مؤشرات التفاوض
كتب المحرّر السياسيّ
في ظل احتدام المشهد العسكريّ على كل الجبهات، حيث في غزة تصاعد نوعيّ في عمليّات المقاومة وارتفاع ملحوظ في الخسائر التي يعلن عنها جيش الاحتلال، وعلى جبهة لبنان مزيد من الضربات الموجعة لجيش الاحتلال باستهداف تجمّعات جنوده وتحصيناته وتجهيزاته المتطوّرة، بينما اليمن يُغرق سفينة بريطانية جديدة، والعراق يكشف مسؤولية مقاومته عن عملية حيفا ليل الجمعة بطائرة مسيّرة استهدفت المجمع الكيميائيّ، يبدو أن المشهد السياسي هو الآخر على نار حامية، حيث وصل عضو مجلس الحرب في كيان الاحتلال بني غانتس الى واشنطن لعقد اجتماعات تشمل كلاً من نائب الرئيس كمالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن. والهدف من الزيارة معلن، وهو التآمر على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو واستكشاف حدود استعداد واشنطن لدعم تغيير حكوميّ يُطيح بنتنياهو ويضع غانتس على طريق رئاسة الحكومة. وبالتالي ماذا يمكن لواشنطن أن تستخدم من أوراق لتسريع هذا المسار، إذا كانت قد ضاقت ذرعاً بنتنياهو وترغب برؤيته خارج السلطة لفتح الطريق أمام مسار يُنهي الحرب؟
في ملف المساعدات الإنسانيّة لغزة، مع الانتقال إلى مسلسل الإنزالات الجويّة بعد انضمام أميركا إلى مصر والأردن، عقدت لجان أهالي شمال غزة مؤتمراً صحافياً ندّدت خلاله بالإنزالات الجويّة وكشفت مخاطرها معلنة تمسكها بالاعتماد على معبر رفح لإدخال المساعدات، نظراً لحجم الحاجات التي لا تلبّيها كميات استعراضية مثل التي ترمي بالمظلات الجوية، ولما ينتج عن الإنزالات من صراعات وتسابق يتحول الى تقاتل بين السكان.
في الشق السياسي، أشادت الفصائل الفلسطينية بنتائج اجتماعات موسكو، لجهة تأكيد الوقوف وراء المقاومة في غزة والتمسك بالوحدة الوطنية وترجمتها ضمن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية عبر التمهيد لانتخابات رئاسية وتشريعية، بينما تحدّثت مصادر متابعة للمسار التفاوضي عن تضارب المعطيات حول فرص التوصل الى اتفاق وشيك، علماً أن لا شيء إيجابياً بعد على الطاولة.
يزور المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين بيروت اليوم لمواصلة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف تصعيد الصراع في جنوب لبنان وتحقيق الاستقرار، وسوف يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. ويقول مصدر مطلع لـ «البناء» أن زيارة هوكشتاين تحمل معطى مهماً لا سيما أنها تأتي لمتابعة الهدنة في الجنوب الذي يفترض أن تسري عليه هدنة غزة، والبحث مع المسؤولين في كيفية تثبيت الاستقرار وتجنّب توسّع الحرب.
ومع ذلك تبدي مصادر دبلوماسية لـ”البناء” خشيتها من مواصلة “إسرائيل” حربها ضد حزب الله في جنوب لبنان حتى لو دخلت الهدنة في غزة حيز التنفيذ، معتبرة أن ما يرشح عن الإسرائيلي نقلاً عن موفدين غربيين يشير إلى أنه بات يفصل بين غزة وجنوب لبنان. هنا تكمن الخشية من محاولته ضرب قواعد الاشتباك وتجاوزها، مع تأكيد المصادر أن ما يعمل عليه هوكشتاين اليوم ينصب في سياق التهدئة لعودة النازحين إلى قراهم وعودة المستوطنين الإسرائيليين إلى المستوطنات. وهذا يؤكد أن البحث في القرار 1701 مؤجل إلى حين الاتفاق على حل في غزة.
في المقابل، تبدي أوساط سياسية لـ “البناء” اقتناعاً أن الورقة الفرنسية التي أرسلت الى لبنان بشأن الوضع في الجنوب قد سقطت، فلبنان لا يمكن أن يقبل بترتيبات أمنية مع العدو الإسرائيلي، علماً أن مصادر في الخارجية تشير إلى أن لبنان سوف يردّ على هذه الورقة بما يتناسب مع مصلحة لبنان وسيادته.
وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “نقول للعدوّ الإسرائيلي نحن بانتظار أن تُخطئ الخطيئة الكبرى لنضَع مصير كيانك على المحكّ… لن يُخيفنا دعم أميركا للعدوّ الإسرائيلي ونحن الذين نعرف نقاط ضعفه”.
وميدانيا، أطلق جيش العدو الإسرائيلي نيران أسلحته الرشاشة الثقيلة في اتجاه أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن “صاروخ بركان استهدف موقعاً للجيش الإسرائيلي في الجليل الغربي”. واستهدف حزب الله موقع جل العلام بصاروخ بركان كما استهدف بالأسلحة المناسبة قوّة عسكرية إسرائيلية مقابل قرية الوزاني وحقق فيها إصابات مباشرة مما دفع قوات العدو لإطلاق قذائف دخانية للتغطية على عملية سحب القتلى والجرحى بالمروحيّات من موقع الاستهداف. كما استهدف حزب الله موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة وأصابه إصابةً مباشرة واستهدف جبل نذر بالأسلحة الصاروخية وتمّتَ إصابته إصابةً مباشرة.
وصرّحت وزارة الدفاع الألمانية بأن “فرقة التدخّل السريع الألمانيّة مستعدّة للانسحاب من لبنان في حال توسّعت الحرب في قطاع غزة لتشمل دولاً أخرى في المنطقة”.
وقالت في منشور على حسابها عبر منصة “إكس”: فرقة التدخل السريع المتخصّصة في مهام الإجلاء أعدّت أخيراً للإخلاء من لبنان في حال توسّعت الحرب في قطاع غزة لتشمل المنطقة بأسرها.
وأشارت إلى أن “قوّاتها المنتشرة في الشرق الأوسط تعمل على مهام محدّدة، ومن أهمها تنفيذ عمليات إجلاء مواطنين من بعض المناطق”.
إلى ذلك، يُنهي نواب كتلة الاعتدال مطلع هذا الأسبوع، اجتماعاتهم مع ممثلي الكتل، بلقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اليوم، على أن يلتقوا مجدداً رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً الثلاثاء، للبحث بالخطوات اللاحقة لجهة الاجتماع التشاوري.
ويعود موظفو الماليّة إلى العمل ابتداءً من صباح اليوم لإنجاز عملية دفع الرواتب وملحقاتها، وإنجاز ما يمكن إنجازه من معاملات للمواطنين ولسائر الإدارات والمؤسّسات العامة.
وكان عُقِد مساء السبت اجتماعٌ بين وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل ومدراء مديريات وزارة المالية، بحضور مدير المالية العام جورج معراوي خُصّص للبحث في مستجدّات إضراب القطاع العام وتداعياته.