«القومي» وأهالي بلدة شارون والجبل يُشيّعون الأمين المناضل حافظ الصايغ بمأتم مهيب
رفعت: قدرنا أن نشعل مرجل ثورة العز ونكون وقودها منذ شهيد الاستقلال
مروراً بسناء محيدلي ووجدي الصايغ ورفقائهما واقتداء بسعاده
رفعت: يا لقسوة الحياة حين يفارقنا جسداً صديق ورفيق وأمين مناضل، حافظ للودّ مدى سني حياته المعطاءة
غنّام: كنتَ المربي والمعلم والمجاهد والمثقف والإنسان حطّ بك الرحال في مجلس النواب فكنت عوناً لفرسانه دبجت لهم الخُطب والكلمات فكان بعضهم يتكلم بلسانك ويخطب بعباراتك ويقونن بشريعتك
البنّا: يا أمين حافظ نودّعك عظيماً كبيراً ساهمتَ في بناء الإنسان الجديد ومارست قيم الحق والخير والجمال وتركتّ جيلاً يقتدي بنضالك وتاريخك المفعم بوقفات العز
الصايغ: نِعم الأمين المؤتمن على العقيدة ومبادئها ورجل المناقب وصاحب المواقف المشرّفة في محطات النضال المفصلية
شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي بلدة شارون والجبل الأمين المناضل حافظ الصايغ في مأتم رسمي وحزبي، في بلدته شارون، بحضور مدير عام الجلسات واللجان في مجلس النواب الدكتور رياض غنام ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير المهجّرين عصام شرف الدين مُمثلا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، النائب فيصل الصايغ ممثلاً رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، عصمت العريضي ممثلاً رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، جمع كبير من المشايخ والفاعليات ورؤساء البلديات والمخاتير وحشد قومي وشعبي.
كما شارك في التشييع رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سمير رفعت ووفد مركزيّ ضمّ عدداً من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين، والرئيس السابق للحزب فارس سعد إضافة إلى منفذ عام وهيئة منفذية الغرب ومسؤولي الوحدات الحزبية وعدد من الأمناء وأعضاء المجلس القومي.
كلمة العائلة
قدم للكلمات وألقى كلمة العائلة الاعلامي يوسف الصايغ فقال:
لأن القدر قال كلمته نلتقي اليوم في مطلع آذار مع الأمين حافظ الصايغ بلا موعد.. لكنه قرّر أن يودّعنا في شهر ولادة الفكر النهضوي والعقيدة القومية الاجتماعية بشخص زعيمها أنطون سعاده.
وكأنه يريد أن يبلغنا رسالة بأن مَن ينتمون للنهضة القومية الإجتماعية يرتبطون بها في الحياة الدنيا والآخرة.
ماذا نقول في عظيمنا الراحل وهل نستطيع أن نستذكر مآثر ووقفات العز التي سطرها الأمين حافظ الصايغ خلال مسيرته المفعمة بالنضال والعطاء، وهو الذي شكل قدوة بكل ما للكلمة من معنى، حيث أسس مع الرفيقة نداء مجاعص، عائلة قومية اجتماعية ضمّت إليهما بناتهما هلا ومها ورلى.
كان نِعم الأمين المؤتمن على العقيدة ومبادئها، ورجل المناقب وصاحب المواقف المشرّفة في المحطات المفصلية، إن على الصعيد الحزبي من خلال المسؤوليات التي أُلقيت على عاتقِهِ، على مستوى الشأن العام.
وقال: الأمين حافظ الصايغ رصّع مسيرته بحروف من نور الحق والحقيقة، فكان نبراساً به نهتدي وعلى دربه نسير.
ومن هنا من بلدة شارون بلدة البطولة المؤيّدة بصحة العقيدة.. بلدة حسين البنا أول شهيد على تراب فلسطين، وبلدة الاستشهادي وجدي الصايغ الذي روى تراب الجنوب بدمه الزكي، كانت انطلاقة الأمين حافظ الصايغ حيث شكل أحد أعمدة حزب النهضة، ومثالاً للمناضل القومي الاجتماعي الذي لا يبخل على أمته بشيء وقدّم لها كل ما استطاع، فشارك في الثورة القومية الاجتماعية الثانية، واعتقل على أثرها، فكان الأصغر سنّاً بين المعتقلين آنذاك.
في ختام الكلام لا بدّ من كلمة.. كلمة شكر نيابة عن الأمين حافظ الصايغ وعائلته الصغرى بشخص زوجته الرفيقة نداء وبناتها هلا ومها ورلى، وباسم عائلة آل الصايغ لكل من شاركنا وواسانا اليوم في وداع أميننا الراحل وفقيدنا الذي نودّعه اليوم بالجسد، لكنه حتماً باقٍ بيننا ومعنا عند كل محطة واستحقاق.
ولان العظماء لا ينتهون بمأتم ستبقى ذكرى الأمين حافظ الصايغ ومسيرته النضالية باقية دائماً وحاضرة أبداً عند ارتفاع السواعد زاوية قائمة وعند كل نصر لبلادنا وأمتنا التي وهبها الأمين حافظ شبابه وحياته وعمل لأجل انتصار قضيتها التي تساوي الوجود، كل الشكر مجدداً لكل من حضر وقدّم التعازي شخصياً أو عبر الهاتف أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى أمل أن تكون لقاءاتنا في مواسم العز والنصر، لا أرانا الله بكم مكروها، إنا لله وانا اليه راجعون، والبقاء للأمة.
كلمة بلدية شارون
كلمة بلدية شارون ألقاها رئيس البلدية مهنا البنا وجاء فيها:
ما زالت نصالُ الرحيل، وصهيل دمائنا تهدر في ساح الصراع، وما زلنا على صهوة الموت نبلغ الحياة، عزاً وكرامة.
ما زلنا نقف أمام رحيل أحبّتنا، وتكرّ أمامنا غزلة روحهم التي حاكوها بتاريخهم الشريف، عقدة عقدة، تمر أمامنا شريط ذكرى يحفر أيقونته في أرواحنا نحتاً جميلاً نورثه لمن بعدنا جيلاً جديداً يراكم على تجربتهم بلاداً تستحقهم ومستقبلاً يرسمون صورته على هيئة الكبار الذين صنعوا تاريخه.
وأنت يا أمين حافظ ترحل اليوم حاملاً معك صليبك النبويّ، متمنطقاً بتاريخ لا ينضب، بمواقف من قيم، بمزايا القائد والقدوة، بقوة القول والعمل، بعمق المناقب والأخلاق، بصلابة المناضلين الأنقياء، بتجسيد معنى الوحدة والتسامح والحزم.
يا ريس حافظ، وحيث كنت رئيس بلدية في زمن صعب، مضى بتاريخه ومواقفه ومحطاته وإنجازاته، في زمن كانت البلاد تصعد من زمن التراخي إلى سلطة القانون، كنت في ذاك الزمن الحريص على وحدة الناس في بلدتك، الحريص على إنجاز المصالحات بين أبنائها وعائلاتها، الحريص على إعادة انتظام المؤسسات، وبلوغ أهداف إنمائية ما زالت بصماتك واضحة فيها حتى اليوم.
يا أستاذ حافظ، كنت مدرسة وأنت تعتلي المنبر بصوتك الهادر، وارتجالك الكلمة والموقف، بلغتك الحصيفة، وبلاغتك الاستثنائية، ورؤيتك الثاقبة، وسهلك الممتنع، وبحر معانيك الجميلة.
يا أمين حافظ، وتبقى تلك الكلمة المحبّبة على مسامع محبيك ورفقائك، لا تقبل إلا الالتصاق بتاريخك الذي كنت فيه أميناً لقسمك، ومثابراً على تنفيذ إيمانك بما أوتيت من علم وقدرة، وحافظاً لأمتك ومبادئك.
أيها المشيّعون الكرام ويا رفقاء الراحل..
مَن نودّعه اليوم طبع في ذاكرتنا مسيرة عز لا ينهيها مأتم، طبع فيها صورة الذين يدخلون المعارك ولا يعدون أعداءهم، ولا يهمّهم كيف تنتهي المعارك، بل يصمدون ولا تؤلمهم الجراح. رسم في مخيلتنا صورة الذين يحملون دماءهم ويتجهون حيث يجب أن تكون البطولة المؤمنة، ونحت في تاريخنا صورة الذين يقاتلون بضوابط الوعي المشرق بأركانه من حرية وواجب ونظام وقوة.
نقف اليوم أمام الكبار وهم يغادرون، وهم الذين ساهموا في صناعة مجدنا ونصرنا، ساهموا في حياكة بلادنا كما نحلم، ساهموا في ترتيب أيامنا كما يجب أن تكون، وكتبوا مسيرتهم باستشراف لغد مشرق. أولئك الكبار هم جيل حافظ الصايغ.
يا أمين حافظ، وأنت تغادرنا اليوم، الى خلودك المجيد، نودعك عظيماً، كبيراً، ساهمت في بناء الإنسان الجديد، ومارست قيم الحق والخير والجمال، وتركت جيلاً يقتدي بنضالك وتاريخك المفعم بوقفات العز.
وتودّعك بلدية شارون أحد أبرز رؤساء مجالسها المتميزين، نَم قرير العين، مكتنزاً بما تركت من إرث وأثر.
باسمي وباسم بلدية شارون وباسم أهلنا نتقدّم من ذويك ومحبيك بأصدق العزاء، راجيين أن يتغمّدك الله بواسع رحمته. لك الخلود والرحمة أيها العزيز الكبير.
كلمة مجلس النواب
وألقى ممثل دولة الرئيس نبيه بري الدكتور رياض غنام كلمة موظفي مجلس النواب، وجاء فيها: «عسيرة هي الكتابة في زمن الحزن، الحزن ذلك المقلًب الآخر من فرح الحياة، لكن كلمة حق وشكر تُقال وشهادةٌ واجبة تتواضأ بالحسرة، وبالجهد كلماتها تكاد تخرج من طي الشفاه.
لقد اعتراني ومنذ تحسّسه المرض وأنا من أقرب الخلص اليه، غصص الريق وحرق الأسى، فكان النذير المشؤوم ليوم حزن طويل، وأسى يمهد لهذا الخطب الجلل».
وأضاف: «عذراً منك يا أخي حافظ، فالروح أقرب إليك مني، وأحاسيس المودة والذاكرة تضجّ بالذكريات الحلوة، والأخيلة العذبة والرؤى التي لا تغيب عن بال، كان قلبك مع كل إنسان متعب، ويدك ممدودة لعون كل سائل ومحتاج، كنت جزءاً لا يتجزأ من عقيدة، من تاريخ تربية وتعليم يشهد لك بها مئات ممن تتلمذها على يديك، أو تخرّجوا لينطلقوا في رحلة الحياة، ساروا على دوربها كما تسير أسراب الطيور المهاجرة، فلا تضلّ الطريق ولا تخطئ الموطن. فالوطن عندك امتداد لصيرورة الإنسان في الرؤية والحدود والوجود، في التاريخ الوطني الذي يجمع ولا يشتت، يوحّد ولا يتجزأ، يرتقي قدماً دون نكوصٍ أو تراجع عن المبدأ والعقيدة».
وتابع: «كنت يا حافظ المربي والمعلم والمجاهد والمثقف والإنسان، وعيت التربية باكراً، وناضلت دون العشرين واستنهضت الهمم العالية الواعية، وحافظت على مسيرة العقيدة، وصنتها من شوائب المستغلين والمتطفلين، فكنت المربي السمح العطِف المترفّع عن الصغائر، تحمي الحق وأهله، تناهض الباطل وصحبه، أفنيت عمرك في طاعة الضمير متنقلاً في محرابه، سادناً على بابه دون خوف أو شطط أو إسهاب».
وقال: «في عمر الخمسين حطّ بك الرحال في مجلس النواب، فكنت عوناً لفرسانه، بنظرتك الثاقبة وفكرك الصائب، كنت عوناً لهم إلى أي فريق سياسيّ انتموا، وأي منبر اعتلوا. دبجت لهم الخُطب والكلمات، فكان بعضهم يتكلم بلسانك ويخطب بعباراتك، ويقونن بشريعتك، ولما كانت فصاحتهم يشوبها التسكين والتنوين، فقد كنتَ من وراء حجاب، تدركهم بالحركات المناسبة ومخارج الحروف الفصحى».
وأضاف: «حافظ إيها الراحل الكبير، إن غادرت مقعدك الوظيفي في مجلس النواب، إلا أن مقعدك في القلوب سيظل عامراً بمودتهم وودهم وحبهم لك وتقديراً لعطاءاتك، ستظل حاضراً ومقيماً في قلوبهم، عزيزاً في ذاكرتهم، كريماً في حبك النسيج الوطني الذي يربطك بسائر من عرفك، فكنت إليهم أقرب من نفسك اليك.
رحل إبن الثمانين وما رحل، فهو المقيم مع سمر اللحظات وأنس الأويقات، وكلها نقاط التقاء بين المحبة والالفة والترفع عن الذات».
وختم: «حافظ وأنت العصي على النسيان ستبقى في القلوب طالما أن الباري لم يُغلق باب التذكار والذكريات، وأصالة الأخوان الأوفياء، باسم دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري وموظفي المجلس، نتقدم بأحرّ التعازي من أسرة الفقيد وعائلته، من آل الصايغ وآل مجاعص الكرام، ولحافظ الرحمة ولكم طول البقاء».
كلمة مركز الحزب
وألقى رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سمير رفعت كلمة مركز الحزب، فقال:
شرّفتني قيادة الحزب أن أتحدّث في مأتم الراحل الكبير الذي لا ينتهي بمأتم، الأمين الجزيل الاحترام حافظ الصايغ.. وفي الزمن الذي تنزف فيه سوريانا الجنوبيّة – فلسطين مئات الشهداء كل يوم في معركة الوجود.
فيا لقسوة الحياة حين يفارقنا جسداً صديق ورفيق وأمين مناضل، حافظ للودّ مدى سني حياته المعطاءة.
يا لَقسوة الحياة حين نضطر نحن للوقوف أمام نعشه مع عائلته الكريمة الصغرى والكبرى نستحضر معاً نضالاته ومواقفه التي اتسمت دائماً بالرجولة.
يا لَقسوة الحياة حين يكون الوداع أبدياً لا رجعة فيه إلا من خلال الذكريات الجميلة التي نسجها مع رفقائه وعارفيه ومحبيه.
يا لَقسوة الحياة حين نضطر لأن نقف وقفة وداع لصديق كنت أتمنى أن يكون مكاني وأنا مكانه..
يا لَقسوة الحياة أن يجمع فقد الأمين الجزيل الاحترام حافظ الصايغ كل رفقائه المشرذمين هنا وهناك، وألا يجتمعوا كرمى لدماء عشرات الآلاف من شعبنا في طوفان الأمة في فلسطين والشام ولبنان والعراق. فقطرة دم واحدة تنزف هنا أو هناك كان يجب أن تكون كافية لِلمّ جراح حزب الأمة، وإعادة لحمته، كما أعلن حضرة رئيس الحزب الأمين الجزيل الاحترام أسعد حردان بأن وحدة الحزب هي أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً.
نقف جميعاً وقفة الرجل الواحد الذي ينسى جراحه الشخصية لكي يضمد جراح حزبه وأمته النازفة، علّ هذا الفداء يلقى آذاناً حية من شرفاء هذا الحزب حتى يعود – كما كان وسيبقى- طليعة المحور المقاوم في أمتنا.
ولأن قدرنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي أن نشعل مرجل ثورة العز، ونكون وقودها منذ شهيد الاستقلال مروراً بسناء محيدلي ووجدي الصايغ ورفقائهما، واقتداء بالشهيد الحي أنطون سعاده الذي احتفلنا بالأمس بعيد مولده. وهو الذي علّمنا أن نقتلع العوسج مهما نما، والعليق مهما اشتدّ شوكه، فهما إلى يباس. علّمنا أن نزرع أرزاً وزيتوناً وسندياناً، لأن زعيمنا شامخ بسوريّته كالأرز، معطاء لقضيته كالزيتون، صلب بالحق القومي كالسنديان.
لذا علينا أن نضيء درب الكرامة لأمتنا الحية، لا أن نكتفي بشتم الظلام ونحن نرى الدماء تجري بحراً في غزة هاشم.
أخيراً باسم قيادة الحزب والمجلس الأعلى أتقدّم بالتعزية من العائلة الكريمة ورفقاء الفقيد الغالي،
والبقاء للأمة.
قصيدة للشاعر فيصل الصايغ
كما كانت قصيدة للشاعر فيصل الصايغ عن مآثر الراحل ومسيرة نضاله والمبادىء التي آمن بها.
تحية الوداع وتقبّل التعازي
وبعد الصلاة القيت تحية الوداع على جثمان الراحل قبل ان يرفع النعش ملفوفا بعلم الحزب على اكف القوميين ويوارى الجثمان الثرى.
وقد وضعت اكاليل زهر عديدة بينها اكليل باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان.
وبعد التشييع تقبلت العائلة التعازي.