دبوس
تلميع الصورة
إذا ابتليتم فاستتروا، ان تكون منغمساً في الخيانة والعمالة من أخمص قدميك حتى قمة رأسك، وعلى مدى عقود وعقود حتى أصبحت الخيانة والارتهان والتبعية لأعداء أمتنا وشعوبنا عادة لازبةً تصبغ ذاتك فلا يذكر اسمك حتى يقرن فوراً بالخيانة والعمالة، ان تكون كذلك فهي مصيبة، وهي عار عليك لا فكاك منه حتى يوم الدين، ولكن ان تقوم، وبالرغم من كلّ هذا بمحاولة الظهور بمظهر البطل الصنديد الذي يخوض غمار الوغى، ويجابه العاتيات، ويركب العاليات، ويمخر الجاريات، فتلك نكتة سمجة تثير من الضحك أكثر بكثير مما تثير من الرثاء، يسرقون نصف الناتج القومي الإجمالي للبلد، لصرفها على ملذاتهم ومتطلباتهم الشخصية والناس تتضوّر جوعاً، ثم يأتون بشركات الدجل الإعلامي والتزييف والفبركة لإظهارهم بمظهر التقشف والزهد في الحياة والبساطة والقناعة والتصرف أمام كاميرات التشويه والتضليل بطريقة عفوية متواضعة، والآن يريدون إيهام السذج من الناس بأن من كانت وظيفته وديدنه لأكثر من قرن من الزمان، الخيانة والعمالة والتفريط بالمقدسات والأوطان، والتحالف مع قتلتنا وناهبي ثرواتنا وسارقي أوطاننا، يريدون إيهام هؤلاء بأنهم أبطال لا يشقّ لهم غبار، يذكرنا هذا بما كانت مجاميع الخوذات البيضاء تفعله في فبركة الأفلام، بإيعاز من أميركا والغرب و”إسرائيل” للإساءة للدولة السورية وتبرير كلّ ذلك الحشد الذي استجلبوه من أقاصي الأرض لضرب سورية…
لقد أصبحت هذه الفبركات الإعلامية صناعة قائمة بحدّ ذاتها، تستدعى من قبل الأنظمة الساقطة لخدمة أهداف إعلامية بعينها ولتلميع صورة هذا النظام او ذاك حينما يستشعر انّ اسهمه باتت في الحضيض، وانّ الشعب في حالة غليان بسبب ممارساته.
سميح التايه